20110527
الجزیرة
كشف مفوض منطقة تويك بجنوب السودان دومنيك دينق اليوم الجمعة أن نحو 80 ألف شخص فروا منذ سيطرة الجيش السوداني السبت الماضي على منطقة أبيي المتنازع عليها، في حين أعلن الحزب الحاكم بالسودان استئناف المفاوضات بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان بدءا من السبت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأكد دينق للصحفيين وصول معظم اللاجئين، واصفا الوضع بأنه يسير من سيئ إلى أسوأ، وقال إنهم ينامون تحت الأشجار وإن بعضهم يحتضر.
كما أن وزير الشؤون الإنسانية في حكومة الجنوب جيمس كوك قال إن أكثر من 150 ألف شخص فروا بسبب القتال الراهن في أبيي، واصفا هو الآخر الوضع بالمروع، مشيرا إلى أن الفارين -وبينهم نساء وأطفال- بدون مأوى.
وتشير الإحصائيات التي قدمتها الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية إلى فرار ما بين 30 و40 ألف.
ويأتي الإعلان عن هذه الحصيلة للفارين في الوقت الذي أكد فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في تصريحات له مساء الخميس أن المفاوضات حول منطقة أبيي ستستأنف السبت القادم بين الطرفين المتنازعين في أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي.
وقال المسؤول المكلف بملف أبيي في الحزب الحاكم الدرديري محمد أحمد لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن منفتحون على التفاوض"، مؤكدا أن ممثلين عن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقي المكلفة بملف السودان ثابو مبيكي، سيشاركون في اجتماع أديس أبابا .
وأعرب الدرديري محمد أحمد عن أمله في التوصل إلى تسوية حول بعض النقاط.
وأعلن مفاوض الحزب الحاكم أنه منذ "استعادة" جيش الخرطوم أبيي في 21 مايو/أيار استمرت المفاوضات بشكل غير مباشر بين الطرفين عبر لجنة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
ومن جانبه، علق مفاوض الحركة الشعبية عاطف كير قائلا إنه لا معلومات محددة لديهم حول اللقاء المرتقب، لكنه أشار إلى أن المفاوضات ستستمر.
ومن جهة أخرى، أوضح مسؤول الحزب الحاكم في الشمال أن دخول القوات المسلحة القسم الشمالي في أبيي جاء لطرد العناصر المتسللة من الحركة الشعبية، مطالبا بعثة الأمم المتحدة في السودان بأن تواصل التفاوض مع الحركة الشعبية لانسحابها تماما من المنطقة.
توتر
وساد التوتر مجددا بين الشمال والجنوب بعد أن سيطرت القوات السودانية السبت الماضي على أبيي، حيث أكد الرئيس عمر حسن البشير أن جيش بلاده لن ينسحب من المنطقة التي جدد القول إنها تخص شمال السودان.
ومن جهته، يصر الجنوب على انسحاب غير مشروط للقوات الشمالية من أبيي مع ضمان عدم عودتها، واتهم وزير إعلام الجنوب الجيش السوداني بتحريك الآلاف من قبائل المسيرية نحو أبيي.
لكن سلفاكير مِيارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب، استبعد -بعد هذا التصريح- العودة إلى الحرب مع الشمال بسبب هذا النزاع، وأكد التزام حركته بالسلام.
ويخشى مراقبون أن يتسبب القتال في أبيي في عودة الحرب الأهلية بين الجانبين التي انتهت عام 2005 عقب أكثر من عقدين من سفك الدماء.