20110527
الجزیرة
قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الجمعة إن من المستحيل الوساطة مع العقيد الليبي معمر القذافي، حتى مع قول روسيا إنها مستعدة للمساعدة في التفاوض من أجل تنحيه عن السلطة.
وقال ساركوزي -خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة مجموعة الثماني بمدينة دوفيل الفرنسية- إن "الوساطة مستحيلة مع القذافي".
وفي وقت سابق قال مساعد للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للصحفيين إن روسيا لديها شركاء في الدائرة المقربة من القذافي يمكنها التفاوض معهم على رحيله.
كما طلب قادة دول مجموعة الثماني من الرئيس الروسي -في اللقاءات الثنائية على هامش قمة المجموعة- أن تلعب بلاده دور الوسيط لتحقيق تسوية للوضع المتأزم في ليبيا.
وأوضحت ناتاليا تيماكوفا السكرتيرة الصحفية للرئيس الروسي، أن هذا الطلب طرح في كل اللقاءات الثنائية التي أجراها ميدفيديف.
ومن جهة ثانية أعلن ساركوزي أنه يخطط لزيارة مدينة بنغازي معقل الثوار الذين يطالبون منذ 17 فبراير/شباط الماضي بتنحي القذافي، معربا عن أمله في أن تتم هذه الزيارة برفقة رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون.
وأضاف "لقد تحدثت مع ديفد كاميرون بشأن ذلك، يجب أن تكون مبادرة فرنسية بريطانية"، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد موعد بعد لهذه الزيارة.
إتمام المهمة
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال في وقت سابق اليوم إن الولايات المتحدة وفرنسا متفقتان على مواصلة العمليات في ليبيا حتى إتمام المهمة.
وقال أوباما للصحفيين -بعد لقائه ساركوزي على هامش قمة الثماني- "اتفقنا على أننا حققنا تقدما في حملتنا في ليبيا، ولكن تحقيق انتداب الأمم المتحدة لحماية المدنيين لا يمكن أن يتم بينما يبقى القذافي في ليبيا يوجه قواته في أعمال عدائية ضد الشعب الليبي، ونحن مصممون على إنهاء هذا العمل".
ومن جهته قال ساركوزي إنه اتفق مع أوباما بشأن ليبيا، وقال "يتعين على القذافي الرحيل، ويحق لليبيين الحصول على مستقبل ديمقراطي".
الثماني مصرة
وقد أعربت مجموعة الثماني عن إصرارها على رحيل القذافي، وقال زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا، إن "القذافي والحكومة الليبية فشلا في الوفاء بمسؤوليتهما عن حماية السكان الليبيين وفقدا الشرعية بشكل كامل".
وقال زعماء المجموعة في بيان مشترك "ليس أمام القذافي أي مستقبل في ليبيا حرة وديمقراطية. يجب أن يرحل". وشددت المجموعة على أن "الجرائم التي اقترفها القذافي وقواته لن تفلت بدون عقاب"، وتعهدت بدعم "انتقال سياسي يجسد رغبة الشعب الليبي".
وطالب الزعماء بوقف فوري لاستخدام القوة ضد المدنيين من قبل النظام الليبي، فضلاً عن وقف كل أشكال التحريض على العدوانية والعنف ضد المدنيين، داعين إلى محاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.
ودعم قرار مجموعة الثماني الإعلان عن أن بريطانيا مستعدة للانضمام إلى فرنسا في إرسال مروحيات هجومية إلى ليبيا.
وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية "أعطى الوزراء موافقة من حيث المبدأ على نشر مروحيات هجومية في ليبيا. ويقع على عاتق القادة العسكريين حاليا إصدار قرارات حول الانتشار".
وجاء التأكيد على الانتشار بعد أن أعطى كاميرون موافقته في قمة مجموعة الثماني حيث ناقش القضية مع ساركوزي.
وقال كاميرون إن الحملة التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإسقاط القذافي تدخل مرحلة جديدة، معتبرا أن نشر طائرات هليكوبتر بريطانية سيزيد الضغط على القذافي.