20110527
الجزیرة
أعلن قائد عملية حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا اليوم أن مروحيات فرنسية وبريطانية ستشارك في العملية الجارية هناك فور جاهزيتها، كما قال إن قوات العقيد معمر القذافي زرعت ألغاما حول مدينة مصراتة غرب ليبيا.
وقال الفريق تشارلز بوتشارد في إفادة صحفية إن "هذه المروحيات ستعمل بموجب تفويض الأمم المتحدة، وستشارك في العملية فور أن تكون مستعدة".
وأضاف أن الطائرات ستقوم بـ"مهمة نشطة تركز بالطبع على مهاجمة بعض القوات التي تكرس لأعمال العنف".
وكانت بريطانيا أكدت موافقتها على إرسال المروحيات المقاتلة إلى ليبيا لزيادة الضغط على نظام القذافي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم إن الحملة التي يشنها الأطلسي لإسقاط القذافي تدخل مرحلة جديدة، وإن نشر مروحيات بريطانية سيزيد الضغط على القذافي.
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي إن أربع طائرات "أباتشي" هجومية بريطانية ستكون موجودة على متن السفينة الهجومية "أتش.أم.أس أوشن" في البحر المتوسط إلى جانب أربع طائرات فرنسية من طراز "تايغر" على متن حاملة المروحيات الفرنسية "تونير".
ويقول محللون عسكريون إن الطائرات الهجومية ستسمح بشن هجمات أكثر دقة على قوات القذافي وتقليل خطر سقوط ضحايا من المدنيين، لكن في الوقت نفسه يسهل على الدفاعات الأرضية ضربها بشكل أكبر من الطائرات السريعة التي يستخدمها الحلف حتى الآن.
وقال بوتشارد إن إرسال المروحيات الهجومية لن يمهد لإرسال قوات برية إلى ليبيا، وهو أمر تستبعده الدول الغربية.
لا قوات برية
وأضاف "التفويض الذي لدي واضح جدا، لا قوات على الأرض، في الحقيقة إن المروحيات التي ترسل إلينا مروحيات هجومية وليست من النوع الذي ينقل أعدادا كبيرة من القوات على الأرض، لا أنوي أن أنشر قوات على الأرض".
وأضاف بوتشارد أنه على الرغم من تحقيق تقدم في مدينة مصراتة فإن قوات القذافي ما زالت تمثل "خطرا واضحا" على السكان.
وقال إن تقارير أظهرت أن قوات القذافي زرعت حقلا من الألغام المضادة للأفراد في مصراتة لمنع المدنيين من التحرك. لكنه أوضح أن الحلف الذي "لم ينشر قوات ميدانية" ليس قادرا على نزع الألغام بنفسه. وقال إن "أشخاصا مؤهلين سيقومون بهذه المهمة"، دون المزيد من الإيضاحات.
وقف النار
من جهة ثانية قالت المتحدثة باسم الناتو أوانا لانغسكو إن الحلف لم يتلق أي رسالة من نظام القذافي يعرض فيها وقف إطلاق النار.
وأضافت في تصريحات للصحفيين في بروكسل، أن الرسالة لم تصل إلى الناتو "ولكن في جميع الأحوال الكلام غير كاف لأن النظام قدم عروضا مشابهة من قبل إلا أنه يواصل استهداف المدنيين، لذلك فإننا نعوّل على الأفعال وليس الكلمات، والأفعال يجب أن تكون ذات مصداقية ويمكن التحقق منها".
وأفادت تقارير بأن العرض بوقف إطلاق النار يستند إلى خطة للاتحاد الأفريقي لإنهاء الصراع الذي استمر ثلاثة أشهر، لكن لم يذكر مستقبل القذافي.
وقال بن رودس نائب مستشار البيت الأبيض للأمن الوطني في حديثه أمام قمة مجموعة الثماني التي عقدت في مدينة دوفيل الفرنسية، إن الولايات المتحدة لا ترى أن العرض يحظى بالمصداقية.
مصراتة
في هذه الأثناء قالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن القتال في مدينة مصراتة كان يسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 12 شخصا وإصابة نحو 70 في اليوم في المستشفيات الستة العاملة بالمدينة.
وأضافت المنظمة أن عدد القتلى أو الجرحى انخفض بشكل كبير على مدى الأسبوع المنصرم بعد أن خفت حدة القتال لكنها أشارت إلى أن الوضع الصحي بالمدينة ما زال سيئا.
وقال مراسل الجزيرة في مصراتة إن قتالا شرسا نشب اليوم بين الثوار وكتائب القذافي على المشارف الغربية للمدينة، مشيرا إلى أن الثوار ما زالوا يسيطرون على قلب المدينة.
الزنتان
وكانت مدينة الزنتان في الغرب الليبي تعرضت الليلة الماضية لقصف بالصواريخ من قبل كتائب القذافي.
كما قصفت الكتائب صباح اليوم بلدة القلعة (30 كلم شرق الزنتان) وبلدة يفرن وبلدة الرجبان المجاورة بصواريخ غراد مما أدى إلى حرق عدد من المنازل، وفق ما أفاد به مصدر بالمجلس العسكري للمنطقة الغربية للجزيرة نت.
وتعرضت مدينة الزنتان مساء أمس إلى قصف عنيف بصواريخ غراد حيث تمركز القصف بوسط المدينة التي سقط فيها أكثر من 60 صاروخا، في حين قصفت قوات الناتو معسكر تيجي قرب مدينة نالوت على الحدود التونسية في الجبل الغربي، وفق ما أفاد به المصدر.
ولا تزال الزنتان تحت الحصار حيث بقيت الكتائب في المنطقة الشمالية أسفل الجبل حيث تقوم بقصف البلدة من حين لآخر بصواريخ غراد، بينما تحاصر المدينة من المنطقة الشرقية، وقطعت عنها إمدادات المياه.
وقال أحد الضباط السابقين للجزيرة نت، إن كتائب القذافي تمتلك صواريخ غراد عنقودية وصواريخ كرويات معدنية، فضلا عن صواريخ غاز كيماوي حيث بدأت تستخدمها الكتائب منذ أسبوع.
وكانت طائرات حلف الناتو شنت غارات جوية على العاصمة الليبية طرابلس لليلة الرابعة على التوالي. فقد هزت عدة انفجارات قوية العاصمة, وشوهد عمود من الدخان يتصاعد من مجمع باب العزيزية مقر العقيد معمر القذافي.
وقال مسؤولون ليبيون إن القصف استهدف كذلك مجمعا للحرس الشعبي المؤلف من مليشيا قبلية في طرابلس.