20110601
الجزيرة
هزت ستة انفجارات مساء الثلاثاء وسط العاصمة الليبية طرابلس التي تتعرض لغارات مكثفة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ نحو عشرة أيام، في حين قالت مصادر للجزيرة إن الحلف قصف مخازن ذخيرة تابعة لكتائب العقيد معمر القذافي جنوب مدينة الزنتان غربي ليبيا.
فقد أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأنه سمع دوي انفجارين مساء الثلاثاء في طرابلس تلتهما أربعة انفجارات أخرى، دون أن يكون بمقدوره تحديد الأماكن التي وقعت فيها هذه الانفجارات، في حين كانت مقاتلات حلف الأطلسي لا تزال تحلق في سماء المنطقة.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم الثلاثاء أن 718 مدنيا ليبيا قتلوا وجرح 4067 آخرون إصابات 433 منهم خطيرة منذ بدء حملة القصف التي يشنها الناتو يوم 19 مارس/آذار وحتى 26 مايو/أيار الماضيين.
وأضاف أن هذه الأرقام لا تأخذ بالحسبان عدد الضحايا في صفوف الجنود الليبيين الذين "ترفض" وزارة الدفاع نشره، كما قال.
من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين الثوار والكتائب أسفرت عن مقتل 13 من الثوار وثلاثة من الكتائب في مدينة بني وليد جنوب شرق طرابلس. وقالت مصادر للجزيرة إن الكتائب قتلت تسعة ثوار بعد وقوعهم في الأسر، متهمة الكتائب برفضها تسليم الجثث إلى ذويهم.
وقالت مصادر للجزيرة إن الناتو قصف مخازن ذخيرة تابعة لكتائب القذافي جنوب مدينة الزنتان غربي ليبيا، كما أفاد الثوار فيها أن المدينة تعرضت لقصف شديد من قبل الكتائب باستخدام صواريخ غراد وأخرى بعيدة المدى.
وأضافت المصادر أن "قوات القذافي تحاول احتلال المدينة" الواقعة في جبل نفوسة والقريبة من الحدود مع تونس، مضيفا أن تلك الكتائب "تحاصر في المنطقة نفسها مدينتي يفرن والقلعة، وأن الأهالي يعانون من وضع صعب بعدما انعدم الدواء والغذاء وباتوا يأكلون أعشاب الجبل".
أزمة غذائية
في الأثناء قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا الثلاثاء إن إمدادات الأغذية والأدوية المتناقصة "قنبلة موقوتة" بالمناطق التي يسيطر عليها القذافي، وإن بعض المخزونات قد تبدأ في النفاد خلال أسابيع.
وقال بانوس مومتزيس لرويترز "لا أعتقد بأن هناك مجاعة أو سوء تغذية، لكن كلما طال أمد الصراع بدأت مخزونات الطعام في النفاد.. إنها مسألة أسابيع قبل أن تصل البلاد إلى موقف حرج".
ضد العقيد
من جهة أخرى، أظهرت لقطات فيديو بالإنترنت نشرتها وكالة رويترز مئات من المشاركين الغاضبين الليبيين في حيّ سوق الجمعة بالعاصمة أثناء مشاركتهم في جنازة، وهم يرددون عبارات ضد العقيد.
وقال ناشطون إن هذه الصور التقطت الاثنين عند دفن متظاهرين قتلا بمنطقة سوق الجمعة التي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين وكتائب القذافي منذ بداية الثورة.
وقال ناشط وضع لقطات الفيديو بموقع يوتيوب إن كتائب القذافي وصلت بشاحنات وأطلقت نيران الذخيرة الحية على الجنازة وفرقتها.
ضباط منشقون
وخارج ليبيا تفاعلت قضية انشقاق عدد من الضباط حيث وصف العميد صلاح جمعة عمليات الانشقاق بأنها تعني أن قوات القذافي لم يعد بإمكانها دعم النظام، حيث "تعمل الآن بنحو 20% من قدراتها العسكرية التي شلتها القوات الدولية".
وكان ثمانية من كبار الضباط بينهم أربعة عمداء ظهروا في العاصمة الإيطالية روما، حيث ناشدوا بقية الضباط والجنود من زملائهم أن يحذوا حذوهم وينضموا إلى صفوف المعارضة، واتهموا الكتائب بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" فضلا عن اغتصاب كثير من النساء في مصراتة والزاوية وزوارة والغزاية.