20110605
الجزیرة
تحقق الأمم المتحدة بتقارير تحدثت عن بقاء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان في ثكناتها ليومين خلال الاشتباكات العنيفة بين قوات الشمال والجنوب في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه والتي أدت إلى فرار عشرات الآلاف من المدنيين.
وقال المتحدث باسم عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة ميشيل بوناردو إنه تم إيفاد أكبر مسؤول عسكري لدى إدارة العمليات وهو الجنرال باباكار غاي إلى أبيي لتقييم رد قوات حفظ السلام وتقديم تقرير بشأن الدروس المستفادة.
وقال مسؤول من جنوب السودان إن نحو مائة مدني قتلوا في الأسابيع الأخيرة في منطقة أبيي التي أعلن الجيش السوداني سيطرته عليها في 19 مايو/أيار الماضي بعد أيام من كمين نصبته قوات جنوبية لقوة مشتركة للجيش السوداني والأمم المتحدة قرب المنطقة.
بدورهم أكد دبلوماسيون رفضوا الكشف عن هويتهم التحقيق في أفعال قوات حفظ السلام الزامبية المكلفة القيام بأعمال الدورية بانتظام وحماية المدنيين في أبيي، واصفين أداءها بالمحزن والمفزع.
وأضاف الدبلوماسيون أن هذه القوات بقيت ليومين في ثكناتها قبل أن تصدر لها تعليمات بالخروج والبدء في عمليات الدورية، مشيرين إلى أنها فقدت بالفعل 48 ساعة حاسمة.
ولم ترد بعثة الأمم المتحدة الزامبية على طلب للتعليق على أنباء التحقيق في أداء قواتها.
التدريب والتسليح
في هذا السياق أوضح رئيس بعثات الأمم المتحدة هيلا منقريوس لأعضاء مجلس الأمن الدولي مؤخرا عدم رضاه عن أداء الزامبيين في أبيي.
وقال دبلوماسيان إن منقريوس أكد افتقار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الميدان غالبا إلى التسليح الكافي ونقص التمويل والتدريب.
وخلص منقريوس إلى أن الأميركيين والأوروبيين لا يرغبون في إرسال قواتهم إلى الميدان، وفوق ذلك دائما ما يطلبون تنفيذا قويا للتفويضات، بينما تغيب عن هذه القوات وحدات محترفة من أميركا الشمالية وأوروبا.
وتعتمد عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بشكل عام على جنود من دول العالم النامي يحتاجون عادة إلى تدريب وتسليح وفي بعض الأوقات إلى كساء قبل أن يصبحوا قوات حفظ سلام عاملة.
من جهته قال سفير الخرطوم في الأمم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان إن بعثات الأمم المتحدة في السودان لم تفعل أي شيء عندما هاجمت قوات جنوبية مرتين قوات سودانية شمالية.
وكانت الخرطوم رفضت دعوة مجلس الأمن إلى سحب قواتها فورا من منطقة أبيي بعدما أدان في بيانه استمرار احتفاظ الخرطوم بالسيطرة العسكرية على أبيي وهو ما وصفه بأنه "خرق خطير" لاتفاقيات السلام بين الشمال والجنوب.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تفشل القوات الزامبية في إظهار فعاليتها في أبيي، حيث رفضت هذه القوات عام 2008 السماح لمدنيين ألقي القبض عليهم في تبادل إطلاق نار كثيف بين جنود شماليين وجنوبيين بالدخول إلى مجمع بعثات الأمم المتحدة في السودان.