20110610
الجزيرة
اتفق الخصوم السياسيون في الصومال الذين يتزعمون مؤسسات الفترة الانتقالية أمس الخميس على تمديد تلك الفترة عاما آخر، وعلى استقالة الحكومة المنتهية ولايتها خلال 30 يوما، في وقت قتل ثلاثة أشخاص بهجوم انتحاري في مقديشو.
ووقع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ أدن -وهما أبرز زعيمين للمؤسسات الانتقالية في الصومال- على تمديد فترة ولايتهما سنة، حتى أغسطس/ آب 2012، كما يفيد اتفاق وقع بموافقة المجتمع الدولي ينص على استقالة الحكومة المنتهية ولايتها.
واتفق الرئيسان في العاصمة الأوغندية كمبالا "على أن يرجئا انتخابات الرئيس ورئيس البرلمان والنواب 12 شهرا تمهيدا لتحقيق الأهداف الأساسية للفترة الانتقالية".
وبموجب الاتفاق يتعين على الرئاسة والحكومة الجديدة والبرلمان "العمل في إطار من التعاون الوثيق" و"الامتناع عن تبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام والتهديدات بالإقالة".
ويدعو الاتفاق إلى أن يستقيل رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد عبد الله محمد في غضون ثلاثين يوما، وأن يعين الرئيس شريف رئيسا جديدا للوزراء على أن يصدق البرلمان على تعيينه في غضون 14 يوما.
ووقع الاتفاق فجر الخميس في كمبالا تحت إشراف الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني ومندوب الأمم المتحدة للصومال أوغسطين ماهيغا الذي قال "إنه تقدم كبير، واتفاق أساسي بين القطبين الأساسيين على المسرح السياسي الصومالي".
احتجاج
ولم يوقع رئيس الوزراء عبد الله محمد فرماجو الاتفاق ولم يعلق عليه رسميا بعد، وقد تظاهر مئات من أنصاره الغاضبين صباحا في مقديشو منتقدين مضمونه.
وردد المتظاهرون "لا نريد استقالة رئيس الوزراء"، ثم أحرقوا إطارات في الطريق الرئيسية في العاصمة، داعين المجتمع الدولي إلى "الإصغاء لرسالتهم". كما نددوا بالرئيس شريف ورئيس البرلمان.
وكان الرئيس الأوغندي قد هدد في الأيام الأخيرة بسحب قوات بلاده، التي توفر حماية حيوية للحكومة الصومالية في إطار قوات الاتحاد الأفريقي، في حال عدم تأجيل الانتخابات.
ويخشى موسيفيني المزيد من عدم الاستقرار في البلاد في حال دعوة الناخبين إلى انتخابات، مما يهدد بإهدار المكاسب الأخيرة التي أحرزتها القوات الدولية في قتالها الأخير مع حركة الشباب المجاهدين.
وقد شهدت الحكومة الانتقالية المؤقتة انقسامات عميقة لدى اقتراب نهاية ولاية المؤسسات الانتقالية التي أنشئت عام 2004 في كينيا. وتحول موعد الانتخابات إلى صراع على السلطة استمر شهورا بين الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ أدن.
وقد أعلن البرلمان ثم رئيس الوزراء من جانب واحد تمديد ولايتهما، وأصبح الرئيس شريف يعتبر أن من حقه الاحتفاظ بمنصبه.
ودافع فرماجو -الذي يتولى منصبه منذ يناير/ كانون الثاني عام 2010- عن تمديد ولايته سنة، مشددا على "فعالية وحرفية" حكومته، مطالبا في الوقت نفسه بمزيد من الوقت للقضاء على متمردي حركة الشباب المجاهدين.
التوقيت
ويأتي توقيع هذا الاتفاق بين الرئيس شريف ورئيس البرلمان اللذين خرج تنافسهما إلى العلن، في حين منيت حركة الشباب المجاهدين بهزائم عسكرية في العاصمة.
ميدانيا قتل مدني الخميس في ميناء مقديشو خلال هجوم شنه انتحاريان وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنه.
وذكر المتحدث باسم قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال بادي أنكوندا أن "عددا من المتمردين المسلحين بينهم اثنان يرتديان أحزمة ناسفة تسللوا إلى منطقة المرفأ وشنوا هجوما"، ثم تم شل حركة الانتحاريين.
أما المتحدث باسم الشباب شيخ علي محمود راجي فقال "إن المقاتلين المجاهدين المدربين بصورة خاصة استهدفوا المرفأ حيث مقر الكفار الذين اجتاحوا بلدنا".
وأضاف "بحسب المعلومات التي في حوزتنا، قتل مجاهدونا المسلحون عددا من الأعداء قبل أن يستشهدوا"، وتحدث عن "21 قتيلا والعديد من الجرحى".
وقد منيت حركة الشباب أخيرا ببعض الهزائم العسكرية في مقديشو خصوصا في محيط سوق بكارا، واستقدمت مددا في محاولة لاستعادة المواقع التي فقدتها وقررت تكثيف الهجمات الانتحارية، بحسب مصادر أمنية إقليمية.