20110612
الجزيره
ظهرت مجموعة كبيرة ومتنوعة من مقالات الروائي المصري علاء الأسواني باللغة الإنجليزية ضمن كتاب حمل عنوان "عن الدولة المصرية.. تأملات روائي استفزازية"، صدر بالقاهرة وبنيويورك عن "منشورات الجامعة الأميركية بالقاهرة".
ويضم الكتاب الذي ترجمه جوناثان رايت مقدمة يتحدث فيها الأسواني عن تجربته في ساحة التحرير خلال الـ18 يوما التي شكلت عمر الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك يوم 11 فبراير/شباط الماضي، إضافة إلى 189 من مقالاته المنشورة في الصحافة العربية بين العامين 2005 و2010.
وتتصدى المقالات لمسائل وقضايا اجتماعية واقتصادية وتاريخية في محاولة لتفسير سلوك المصريين حيال نظام مبارك وصبرهم عليه.
وفي هذا السياق يقول الأسواني "إن المصريين هم شعب عريق يمتد تاريخه إلى سبعة آلاف عام وأكثر، وهم يتمتعون -مثل القدماء- بالحكمة الضرورية لتجنب المشاكل قدر الإمكان لكي يعيشوا ويربوا أبناءهم، ولكنهم عندما تأكدوا أن التعايش مع النظام بات مستحيلا قرروا اللجوء إلى الثورة".
وبحسب المقدمة فإن المقالات التي تضمنها الكتاب تنطوي على العديد من الإجابات عن الأسئلة المطروحة عن اندلاع الاحتجاجات غير المتوقع، وعن الأسباب التي جعلت من الثورة أمرا محتوما.
عذابات المصريين
ومثلما تناولت أعمال الأسواني الروائية والقصصية مواضيع الفقر والفوارق الطبقية ووحشية أجهزة الأمن والتحرش الجنسي والفساد السياسي، كذلك فإن عددا كبيرا من المقالات في هذا الكتاب تناول تلك المواضيع التي رأى فيها الكاتب أنها تشكل عذابات المجتمع المصري ومآزقه.
كما تحضر أجواء المشهد السياسي المصري في مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير بكثافة وحدّة في بعض المقالات التي ذهبت مباشرة إلى معاينة الواقع المصري وتشخيص أزماته بطريقة ناقدة ومثيرة للجدل، أو استفزازية في بعض الأحوال.
يوفر هذا الكتاب فرصة ثمينة لقراء اللغة الإنجليزية للتعرف على السياقات والتصادمات التي أنتجت الثورة المصرية، وإن بطريقة كانت مفاجئة للجميع. ويعود هذا إلى المكانة المرموقة التي يحظى بها الأسواني في العالم، خاصة وأن أعماله ترجمت إلى أكثر من 25 لغة.
ولا تقتصر شهرة الأسواني على الأوساط الأدبية والثقافية، وهو الذي فاز بعدة جوائز أدبية عالمية، بل تتعداها إلى الأوساط الشعبية، خاصة وأن الترجمة الإنجليزية لروايتيْه الشهيرتيْن "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو" قد دخلتا في قائمة "أفضل المبيعات" في الولايات المتحدة.
إشادات
حمل غلاف الكتاب إشادات بالأسواني وأعماله، فكتبت صحيفة لوس أنجلوس تايمز "فقط بضعة كتّاب مصريين ستبقى لهم مكانة عالمية، وقد ظهر علاء الأسواني بوصفه واحدا من أكثرهم نجاحا".
ووصفته صحيفة غادريان البريطانية بأنه "واحد بين أفضل الكتّاب في الشرق الأوسط اليوم".
من جهتها، قالت صحيفة ذا تايمز إن "علاء الأسواني كاتب عالمي جعل المخاوف المصرية من ضمن الهموم الإنسانية، وهو بكتاباته يضيء عالمنا الحزين والغامض"، بينما جاء في الملحق الأدبي للصحيفة ذاتها أن "علاء الأسواني ناقد اجتماعي شجاع وصريح".