20110613
الجزيره
افتتح منذ أيام بالعاصمة تونس معرض للفن التشكيلي بعنوان "من وحي الثورة"، يستذكر مشاهد ويوميات "ثورة الياسمين"، التي أسقطت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، يوم 14 (جانفي) يناير/كانون الثاني.
ويشارك بالمعرض -الذي تتواصل فعالياته بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس وبمحافظة صفاقس (جنوب) إلى غاية 25 يونيو/حزيران الحالي- عشرات الفنانين التشكيليين، قدّموا أكثر من 250 عملا فنيا.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، الذي خصّص هذه الدورة لتكون أوّل معرض تشكيلي يوثق للثورة ويستذكر نضال الشعب ضدّ دكتاتورية النظام السابق.
ويقول الأمين العام لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين منجي معتوق للجزيرة نت "لقد اخترنا أن تكون الثورة عنوانا للمعرض حتى يساهم الفنان التشكيلي في توثيقها ويصوغها في أعماله الإبداعية".
ويحتوى المعرض -المنتظم بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة- على أنماط فنية عديدة منها اللّوحات التشكيلية والمجسمات والصور، جميعها مستوحى من "وحي الثورة".
فخر بالإرادة
وقد عبرت الأعمال بمجملها عن فخر بإرادة الشعب التونسي وتضحياته في سبيل التحرّر واسترجاع كرامته، فالأعمال كما قال منجي معتوق "عكست رؤية الفنان التشكيلي لشعبه ووطنه".
ويتطرق المعرض من خلال مختلف الأعمال المعروضة إلى التحدي الذي رفعه الشعب من أجل الحرية والتحرّر من قيود القمع والاستبداد، فعبر كل فنان عن رؤيته للثورة بأسلوبه الخاص.
ويقول معتوق "لقد استنبط الفنانون المشاركون بالمعرض أفكارا مختلفة من الثورة وجسموا ما رسخ في خواطرهم من مواضيع ومشاهد في أعمالهم لتكون شاهدا على هذا التاريخ".
والمتجوّل في المعرض يعيش بين اللوحات والمنحوتات أحاسيس الماضي بما كان يعانيه الشعب من قمع قبل سقوط النظام، كما يتذوّق أمام الصور المعروضة نخب الحرية والانفراج بعد الثورة.
فمجسم "ثورة التحدي" للفنان التشكيلي عبد العزيز الزاير الذي جسد بأسلاك حديدية ملامح أحد القناصة، تعيد للأذهان صورة الشهداء الذين سقطوا برصاص القناصة، الذين ما زالوا لغزا محيرا وجاثما على قلوب الناس.
ويقول الزاير للجزيرة نت "لقد اخترت المشاركة بهذا العمل للتعبير عن ما يجول في أعماق التونسيين الذين ما زالوا يصرون على الكشف عن حقيقة القناصة ولا يعلمون عنهم شيئا إلى حدّ الآن".
تونس لنا
ويشارك الفنان المنصف الصوابني بلوحة تحت عنوان "تونس لنا ونحن لها" وهي لوحة يعلوها علم تونس ويطغى عليها اللون الأحمر، وهي ترسم نضال مختلف فئات الشعب لكسر القيود والحواجز في معركتهم الحاسمة ضدّ النظام السابق.
ويقول الصوابني للجزرة نت "إنها لوحة تصور أبناء الوطن من شباب وكهول ونساء وأطفال وشيوخ في خضم الثورة. هذا العمل يبرز العزيمة القوية للشعب لإزاحة نظام الفساد".
كما كانت صورة الشهيد محمد البوعزيزي -الذي انطلقت شرارة الثورة على يديه بعد انتحاره حرقا أمام مقر محافظة سيدي بوزيد بالجنوب- حاضرة بلوحة فنية تحمل اسمه رسمها الفنان محسن العواضي.
وترسم اللوحة ملامح البوعزيزي وهو يصرخ متحديا النظام ورافعا يديه في سماء مغيمة وتكسوه نار الحرقة على الظلم والقهر. كما تظهر اللوحة عربته ومشاهد مأخوذة بعد الثورة كالزهور التي قدمها أبناء الشعب إلى الجيش.
ويقول الفنان محسن العواضي للجزيرة نت "لقد كان البوعزيزي الشرارة الأولى للثورة التي نجحت بفضل عزيمة أبناء هذا الوطن. لقد اخترت هذه الفكرة لأنها تعبر عن الانفجار داخل الشعب الذي لفظ النظام السابق".
من جهته، عبرّ وزير الثقافة عز الدين باش شاوش عن إعجابه بالأعمال المستوحاة من واقع الثورة، قائلا للجزيرة نت "الثورة أعطت شحنة كبيرة للفنان التشكيلي فكانت الأعمال مكتملة ومتنوعة".
ويضيف "نحن نشجع هذه الأعمال التي تعتبر ذاكرة الثورة، ونتمنى أن تكون المعارض المقبلة حول الثورة أكثر انتشارا حتى يتسنى للجميع الاستمتاع بهذه الأعمال".