20110613
الجزيره
قدم خمسة من كبار فناني الخط العربي أكثر من عشرين لوحة فنية، بالمعرض السنوي الذي تنظمه قاعة "دروب" للفن التشكيلي بالقاهرة للعام السادس على التوالي، وافتتحه السفير السعودي مساء الأحد، وحضره جمهور كبير من عشاق هذا الفن الجميل، ويستمر حتى 30 يونيو/حزيران الجاري.
ويشارك الفنان صلاح عبد الخالق سكرتير عام نقابة فناني الخط العربي، بلوحة "يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله"، مزج فيها بين الخط الكوفي والزخارف الأندلسية أيضا، وقد فازت بمسابقة مؤسسة "أرسيكا" بتركيا بالمركز الأول عام 2001، وقد ابتكر لها تصميما جديدا.
ولوحة أخرى للآية رقم 63 من سورة الأنفال "وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم" كتبت بالخط الكوفي القيرواني، وهو خط قديم كان عصره الذهبي في القرن الرابع الهجري، ويكتب بدون نقط في أفغانستان والعراق وبلاد المغرب العربي.
تصميم الهدهد
ويشارك الفنان التشكيلي والخطاط يسري المملوك بلوحة مكتوب عليها الآية رقم 19 من سورة النمل "وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين"، والشكل التعبيري لطائر الهدهد، ورسم الرأس والرقبة بالخط الديواني، والباقي بالخط الثلث.
ومزج في اللوحة بين الخط والتشكيل، ووظف الحرف مع شكل الطائر، وجعل الألفات مائلة والكتابة مكررة، لأن شكل جناح الهدهد متماثل كوحدة زخرفية.
وقدم يسري المملوك لوحة "الله حي" مكررة في ثمانية مثلثات بشكل دائري، يتفق وشكل حلقات الذكر والتسبيح اللا نهائية، ويرى أن الحرف والمعنى هو الأساس الذي يحدد الشكل وليس العكس، واللوحة مكتوبة بالخط الجلي الديواني.
واستوقفت لوحة مدرس الخط الفنان شيرين عبد الحليم جمهور المعرض، وهي عبارة عن بيت شعر من قصيدة نهج البردة لأمير الشعراء أحمد شوقي "محمد صفوة الباري ورحمته، وبغية الله من خلق ومن نسم".
وعبر عن المعنى بأن جعل اسم النبي صلى الله عليه وسلم بحجم كبير بارز، وتتوسط اللوحة دائرة من نور، ترمز للنور الذي عم الكون بمجيء السراج المنير، وكتب كلمة "محمد" بالخط الثلث رمزا للفخامة والسمو والتجدد، ولفظ الجلالة بالخط الكوفي الأسود رمزا للثبات والقدم.
قلم جديد
وأشار عبد الحليم في حديثه للجزيرة نت إلى أن خطاطي مصر ابتكروا قلما جديدا، يضع بعدا ثالثا للكلمة كأنها بارزة، وذلك واضح بكلمة محمد، وكذلك بلوحة "كل يوم هو في شأن"، وقد كتبها بخط الثلث، ودمج فيها بين ما هو أصيل وما هو حداثي.
ويأمل أن يحتل فن الخط مكانته اللائقة بين الفنون، بوصفه يحمل قيما جمالية فريدة ومتميزة، تستحق الاهتمام المجتمعي والإعلامي لتسليط الضوء على خصوصيته الرفيعة.
ويشارك فنان الخط محمد حسن بلوحات مكتوبة بالخط الفارسي، منها لوحة "الراحمون يرحمهم الرحمن"، وبها عبارة "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، واعتمد فيها على كلمة الرحمن بخط كبير ينم عن الرحمة الوافرة المتسعة، وكذلك كلمة "يرحمهم" بكشيدة (أو التطويل) كبيرة ترمز للرحابة والمغفرة، مع دوران بالرسم بشكل تصاعدي كأنه يصل إلى السماء.
ومن جمهور المعرض يرى أستاذ الخط العربي الفنان أحمد عبد العزيز أهمية تلاقي الأجيال المختلفة بمعرض واحد، مما يجدد الأفكار والرؤى لمقومات العمل الفني، ووصف المعرض بأنه يضم مجموعة متميزة من الفنانين، وجميعهم مبتكرون ومبدعون.
والمعرض في رأي محسن صلاح الدين (جراح عظام) أجمل من السنوات السابقة، ويتميز بروح الثورة الجديدة، التي شجعت على الإبداع والتجديد والعمل الجاد المتقن.