20110614
الجزيره
قال إيلان بيرمان -نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية- إن متاعب الاقتصاد والتطرف الديني وعودة الدفء إلى العلاقات المصرية الإيرانية عوامل تدفع الثورة المصرية إلى الانزلاق بسرعة بعد أشهر قليلة فقط من إسقاط حسني مبارك.
وقال بيرمان في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن صورة وردية كانت تميز نمو الاقتصاد في السنوات الثلاث الأخيرة حيث كان ينمو بنسبة 6% سنويا، أما اليوم فإن البورصة المصرية فقدت ربع قيمتها كما يقول رئيسها محمد عبد السلام الذي سعى لدول خليجية من أجل تشجيع الاستثمار فيها.
كما أن السياحة وهي شريان الاقتصاد المصري انهارت بنسبة 60% عن مستوى العام 2010 مع غياب أي آفاق نمو لهذا العام. ويقول مراقبون إن قطاع السياحة في مصر يحتاج عقدا من الزمن كي يتعافى بشكل كامل، هذا إذا تعافى، حيث ينقل عن تحليل في صحيفة آسيا تايمز جاء فيه أن الاقتصاد المصري يعاني من سقوط حر.
وأوضح بيرمان أن المجموعة الدولية مطالبة بمواجهة هذا الوضع وذلك بتوفير الدعم المالي، مشيرا إلى دعم أوباما بملياري دولار ودعم مجموعة الثماني لمصر وتونس بعشرين مليار دولار، وعرض صندوق النقد الدولي تقديم ثلاثة مليارات دولار لمصر. لكن بيرمان قال إن هذه المبالغ ستحدث تغييرا إذا وجدت استعدادا من حكام القاهرة الجدد ورأوها استثمارا جيدا من المجموعة الدولية، ويضيف أن هذه الرؤية ليست موجودة حتى الآن.
ثم يتطرق الكاتب إلى عنصر التوتر الطائفي المتصاعد ويقول إن الأشهر الماضية شهدت استقطابا حادا بين المتطرفين المسلمين والأقباط، وهذا ما دفع اللجنة الأميركية للحريات الدينية في تقريرها لعام 2011 إلى مطالبة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للمرة الأولى بتصنيف مصر كدولة ذات اهتمام خاص ووضعها ضمن الدول التي تحدث فيها تجاوزات دينية.
ثم تطرق بيرمان إلى ما وصفه بالسياسة المصرية الجديدة التي قال إنها مثيرة للاضطراب وهي علاقتها بإيران، وقال إن الدولتين تاريخيا تعتبران أن بينهما تنافسا جيوسياسيا، وبدا هذا التنافس واضحا في الفترة الأخيرة، لكن بعد مرحلة مبارك توجهت القاهرة نحو المحور الإيراني، حيث سمحت للسفن الحربية الإيرانية بعبور قناة السويس ووافقت على إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عقود، كما أن البعض في مصر بدؤوا يلمحون لفكرة قبول عرض التعاون النووي الذي قدمته إيران منذ مدة طويلة، وقال بيرمان إن هذه العوامل ستحول مصر من حاجز أمام الطموحات الإقليمية لإيران إلى معبر لها.
وانتقد بيرمان أيضا ليونة الموقف المصري مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقال إن الحكومة الانتقالية كانت وسيط اتفاق الحركة مع السلطة الفلسطينية.
لكن بيرمان يعتبر أن شبه جزيرة سيناء هي أكبر خطر بسبب غياب السلطة فيها، وينقل عن تقرير بثه تلفزيون بي بي سي تحدث عن وجود أربعمائة عنصر من القاعدة تسللوا في الأسابيع الأخيرة مستفيدين من الفراغ الأمني وهو ما قال إنه يشكل تهديدا لكل من مصر وإسرائيل.
وختم بيرمان مقاله بالتأكيد على أن مصر ستشهد انتخابات برلمانية في سبتمبر/أيلول المقبل وستنتج حكومة تحدد سياسة القاهرة مستقبلا، وقال إن إرادة واضحة وتحالفا مسؤولا سيؤديان إلى استقرار الأوضاع في مصر وإعادة القاهرة إلى محور الغرب، ولكن خيارات الناخبين قليلة بسبب شبح التطرف الإسلامي والانهيار الاقتصادي وعودة المحاور الإقليمية، وهذه العوامل قد تصبح دائمة، وإذا طالت فإن نزع هذه الآثار السلبية سيكون مكلفا ويأخذ وقتا أطول.