20110617
الجزيرة
رفضت الولايات المتحدة والمعارضة الليبية اقتراح سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي إجراء انتخابات في البلاد، في حين أعلنت الخارجية الإسبانية طرد السفير الليبي من مدريد وثلاثة من أعضاء البعثة الدبلوماسية الليبية "بسبب قمع نظام القذافي المتواصل لليبيين".
وكان سيف الإسلام قال إن والده مستعد لإجراء انتخابات والتنحي إذا خسرها، وقال -في تصريحات لصحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية- إنه "يمكن إجراؤها خلال ثلاثة أشهر، بنهاية العام على أقصى تقدير، ويمكن أن يكون وجود المراقبين الدوليين ضمانا للشفافية".
وأوضح أن والده سيكون مستعدا للتنحي إذا ما خسر الانتخابات لكنه لن يذهب إلى المنفى.
وقد رفضت واشنطن مقترح سيف الإسلام، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحفيين "أعتقد أن الوقت متأخر بعض الشيء بالنسبة لذلك". وكررت وجهة نظر الولايات المتحدة بأن "الوقت قد حان لرحيل القذافي".
المعارضة ترفض
وفي بنغازي رفضت قيادة المعارضة عرض سيف الإسلام باعتباره مضيعة للوقت، ووصفته بالترهات.
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة "فليقل سيف الإسلام هو ووالده ما يريدان قوله، فنحن لا نأبه لما يقوله سيف الإسلام".
وأضاف -في اتصال مع الجزيرة من بنغازي- "لقد صمت سيف الإسلام دهرا ونطق كفرا"، وتابع "أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر لأن الثوار على مشارف طرابلس للانضمام إلى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا بإذن الله".
ونفى غوقة من جهة ثانية وجود أي اتصالات بين المجلس الوطني والحكومة الليبية، وقال "لا وجود إطلاقا لأي اتصالات مع طرابلس". وأكد جاهزية المجلس لمرحلة ما بعد القذافي، حيث وضع المجلس ميثاقا تأسيسيا لهذه المرحلة.
ومن جهته وصف المنسق الإعلامي لثورة فبراير صلاح محمد -في اتصال هاتفي مع الجزيرة من طرابلس الليبية- مقترح سيف الإسلام بأنه "مجرد ترهات وكلام فارغ ومضيعة للوقت".
وأضاف أنه "من المستحيل أن تترك أسرة القذافي السلطة، ففي عقليتهم أنه لا يمكن أن يفقدوا ليبيا التي تعتبر بالنسبة لهم مزرعة كبيرة".
ومن جهته قال المتحدث باسم المعارضة جلال الجلال لرويترز إن سيف الإسلام ليس في وضع يسمح له بعرض إجراء انتخابات، وإن ليبيا ستنظم انتخابات حرة وديمقراطية لكن أسرة القذافي لن يكون لها دور فيها.
ووصف المتحدث باسم المعارضة أفراد أسرة القذافي بأنهم "مجرمون"، وقال إنه يجب عليهم سحب القوات من المدن والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الناس. وأضاف أنهم "سيواجهون المحاكمة على جرائمهم وسيمكن بعد ذلك فقط الحديث عن إجراء انتخابات".
شكوك
وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي ألقى بالشكوك على التنازل السياسي المحتمل. وقال للصحفيين إنه يود تصحيح ذلك بأن الزعيم الليبي ليس معنيا بأي استفتاءات.
وأضاف أنه لا يوجد ما يدعو الزعيم الليبي للتنحي على أي حال لأنه لم يشغل أي منصب رسمي سياسي أو إداري منذ عام 1977.
وبدوره قال مبعوث روسي زار طرابلس إن المحمودي أبلغه أن القذافي لن يترك السلطة.
وقال المبعوث الروسي ميخائيل مارغيلوف عقب محادثات مع المحمودي، إن قضية رحيل القذافي "خط أحمر، والقيادة الليبية غير مستعدة لتجاوزه".
وأضاف أن مهمته كانت تخفيف هذا الموقف من خلال التفاوض، وقال "يمكنني أن أقول اليوم إنني أشعر بتفاؤل حذر تجاه حل الأزمة الليبية".
وأوضح أنه سيعرض في طرابلس "خريطة طريق" للخروج من الأزمة الليبية، حيث تحولت ثورة ضد النظام بدأت يوم 15 فبراير/شباط إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وفرار قرابة مليون آخرين وفق إحصاء أممي.
ووفق مارغيلوف فإنه "من غير اللائق أبدا أن يظل القذافي على رأس السلطة بعد أن أمر بإطلاق النار على شعبه وقصفه".
إسبانيا تطرد
وفي هذه الأثناء أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية الخميس أنها قررت طرد السفير الليبي من مدريد وثلاثة أعضاء من البعثة الدبلوماسية الليبية، "لأن نظام العقيد الليبي يمارس قمعا متواصلا على المواطنين الليبيين العزل أفقده كل شرعية للبقاء".
وأوضح البيان أن السلطات الإسبانية منحت الدبلوماسيين الليبيين عشرة أيام لمغادرة الأراضي الإسبانية.