20110618
الجزيره
تعهد العقيد الليبي معمر القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي أمس الجمعة، بإلحاق الهزيمة بحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودعا أهالي مدينة بنغازي شرق البلاد للثورة ضد المعارضة، ويأتي ذلك في وقت تشن فيه قواته حملة اعتقالات في طرابلس.
وشن القذافي هجوما على الناتو الذي يقود عملية عسكرية ضد النظام الليبي، وقال "أول مرة يواجهون الشعب المسلح، وأول مرة يتورطون في هذه الورطة"، وأضاف "سيهزمون حتما وسيولون الأدبار خائفين".
ووصف قوات الناتو بالجبانة وقال إنها لا تستطيع النزول على الأرض، وقال "إذا نزلوا على الأرض فستأكلهم الأسماك وبنادقنا".
وقال "نحن في بلادنا ونحن مصممون على البقاء وندافع عنها، فليضربوا حتى بالقنابل الذرية".
وأشار أن قوات الناتو تواجه في ليبيا شعبا مسلحا، وقال "في الماضي كان الرجال يدافعون عن النساء، لكن في ليبيا النساء يتقدمن الرجال دفاعا عن الوطن".
ووصف القذافي بـ"الخونة والجبناء" الثوار الذين يطالبون بإسقاطه، ودعا الليبيين إلى الاستعداد للزحف "لتحرير" بلادهم شبرا شبرا ممن أسماهم بالعملاء والخونة الذين يرفعون "علم الرجعية ويقاتلون إخوانهم تحت الصليب".
وطالب سكان بنغازي بالانتفاض، قائلا "نريد لبنغازي أن تنتفض وتنفجر مثلما انفجرت طرابلس"، وتساءل: أين أنتم يا سكان بنغازي، أين الرجولة، أتخافون من حفنة لديها رشاشات وبنادق؟
وبصق في كلمته على من اعتبرهم "خونة ومخنثين يقاتلون تحت الصليب والأعلام الأميركية والفرنسية والبريطانية".
اعتقالات
على صعيد آخر قالت مصادر صحفية للجزيرة من داخل مدينة طرابلس، إن كتائب القذافي تقوم بعمليات اعتقال "عشوائية"، وتقوم أثناء ذلك بسرقة بعض محتويات المنازل التي تداهمها.
وذكرت المصادر نفسها أن المجلس العسكري التابع لشباب ثورة 17 فبراير، أجل مظاهرة مسلحة كان يفترض أن تخرج أمس الجمعة لأسباب سياسية ولوجستية.
وقالت الصحفية نوميديا الطرابلسي إن نظام القذافي يشن حملة اعتقالات واسعة النطاق في طرابلس، وإنه ينقل المعتقلين إلى الأماكن العسكرية التي يقصفها الناتو حتى يظهرهم لاحقا بأنهم ضحايا القصف.
حيلة الانتخابات
وتأتي هذه التطورات بعد رفض الناتو الجمعة اقتراحا من سيف الإسلام نجل العقيد القذافي بإجراء انتخابات، ووصفه بأنه "حيلة تستخف بالآخرين".
وكان سيف الإسلام القذافي قد قال لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية هذا الأسبوع إنه يمكن إجراء انتخابات بنهاية العام بوجود مراقبين دوليين، مؤكدا أن والده سيكون مستعدا للتنحي إذا خسرها، وجاء هذا الموقف بعد أن رفضت المعارضة الليبية والولايات المتحدة هذا الاقتراح الخميس.
وكان المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي -الممثل للثوار- عبد الحفيظ غوقة رد على الاقتراح بالقول "فليقل سيف الإسلام هو ووالده ما يريدان قوله، فنحن لا نأبه لما يقوله سيف الإسلام".
وأضاف -في تصريح للجزيرة من بنغازي- "لقد صمت سيف الإسلام دهرا ونطق كفرا"، وتابع "أقول لسيف الإسلام: إن الوقت قد تأخر، لأن الثوار على مشارف طرابلس للانضمام إلى ثوارها لاقتلاع رمز الفساد قريبا بإذن الله".