20110623
الجزيرة
قصفت قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) مواقع تابعة لقوات العقيد الليبي معمر القذافي في مدينتي البريقة شرق البلاد والزنتان غربا، كما أعلن الحلف مواصلة عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط مزيد من المدنيين، حسب قوله.
وقال مراسل الجزيرة في بنغازي شرق ليبيا إن قوات الناتو شنت هجوما على كتائب القذافي في مدينة البريقة، كما نفذ الثوار عمليات ضد الكتائب في منطقة الأربعين بين البريقة وأجدابيا.
من جهته قال مراسل الجزيرة في الزنتان إن الناتو قصف مخازن للأسلحة تابعة لكتائب القذافي في مدينة القاعة القريبة من الزنتان.
وقالت وكالة رويترز إنه سمع دوي ثلاثة انفجارات في طرابلس الأربعاء، لكنه لم يتضح سببها أو أين وقعت.
من جهته أعلن التلفزيون الليبي صباح الأربعاء أن "عشرات الشهداء سقطوا في قصف من بوارج حربية للحلف الاستعماري الصليبي على مدينة زليتن" غرب البلاد.
ولم يتسن التحقق من صحة التقرير من مصدر مستقل، وإذا تأكدت صحة التقرير الذي أذاعه التلفزيون الليبي فإنه قد يزيد مهمة التحالف العسكري الذي يقوده الحلف تعقيدا بعدما ثارت شكوك حول مصداقيته بعد اعترافه الأحد بقتل مدنيين في غارة جوية بطرابلس.
وأبلغ متحدث باسم ثوار زليتن رويترز أن قوات الناتو تضرب أهدافا عسكرية للقوات الموالية للعقيد الليبي بشكل شبه يومي.
وأضاف أن قوات القذافي، التي تفرض حصارا مشددا على المدينة، تستخدم مواقع مدفعيتها الثقيلة في زليتن لإطلاق زخات باتجاه مدينة مصراتة.
صواريخ بمصراتة
في هذه الأثناء، استمر القتال بين الثوار وكتائب القذافي في مدينة الدافنية غرب مصراتة، واستخدمت الكتائب في هذه المعارك مختلِف أنواع الأسلحة الثقيلة، في سعيها لصد تقدم الثوار من مصراتة باتجاه طرابلس.
وقالت رويترز إن أربعة صواريخ أطلقتها الكتائب انفجرت في وسط المدينة للمرة الأولى في عدة أسابيع، ولم ترد تقارير عن إصابة أحد في هذه الضربة، لكنها قوضت إحساسا نسبيا بالأمن بين السكان الذين اعتقدوا أنه تم كسر حصار المدينة في الشهر الماضي.
وسقط مزيد من الصواريخ الأربعاء في ضاحية قريبة من الميناء، في حين سقط صاروخان آخران في مناطق مفتوحة.
ونقل موقع "قورينا" المعارض عن المتحدث الرسمي باسم اللجنة الطبية بمدينة مصراتة، خالد أبو فلغة، قوله إن عدد القتلى في المدينة يقترب من 7000 شخص وإن عدد الجرحى وصل إلى 7000.
وتراجعت صادرات النفط الليبية مما حرم حكومة القذافي من أموال استخدمتها أثناء وقت السلم في تقديم الغذاء والوقود المدعوم للسكان، وتمتد طوابير البنزين في المناطق التي يسيطر عليها القذافي لعدة كيلومترات.
وفي مؤشر على التأثير المتزايد للأزمة على الحياة اليومية أصدرت وسائل الإعلام الحكومية تعليمات يتعين على المواطنين اعتمادها في التعامل مع نقص الوقود.
وحثت المواطنين على استخدام وسائل النقل العام بدلا من السيارات وتجنب استخدام أجهزة التكييف أثناء قيادة السيارات والالتزام بسرعة تتراوح بين 90 و100 كيلومتر في الساعة باعتبارها السرعة المثلى، مطالبة الليبيين بالتحلي بالصبر عند الاصطفاف في طوابير عند محطات الوقود.
خلية سرية
وفي بنغازي ذكرت تقارير صحفية أنه تم القبض على "خلية سرية" من 130 فردا يعتقد أنهم من أتباع القذافي كانوا يخططون لأعمال تخريبية في المدينة.
وذكر موقع "قورينا" نقلا عن متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي أن الثوار أحبطوا هجوما على فندق في بنغازي يقيم فيه عادة أعضاء من المجلس الانتقالي والمسؤولون القادمون من الخارج في زيارة للمدينة.
في الوقت نفسه أعلن 22 جنديا ليبيا انشقاقهم عن قوات القذافي عقب وصولهم إلى بنغازي.
وفي مؤتمر صحفي متلفز، قال الجنود إنهم تلقوا أوامر بعدم إظهار الرحمة تجاه المعارضين أو قوات الثوار في معتقلهم.
في سياق ذي صلة قال شهود عيان إن أنصار القذافي شنوا هجوما على جمعية أحرار طرابلس للإغاثة في مدينة جربة جنوبي تونس, فأوقعوا عددا من الإصابات إضافة إلى خسائر مادية.
عمليات متواصلة
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن الحلف سيواصل عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط مزيد من المدنيين.
جاء ذلك ردا على طلب إيطاليا الأربعاء تعليق العمليات العسكرية بهدف إقامة ممرات لمساعدة المدنيين. أما الخارجية الفرنسية فقالت إن أي وقف للعمليات ولو كان مؤقتا سيعطي الفرصة للقذافي لكسب الوقت وإعادة تنظيم قواته.
بدوره أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام أن الثوار سيواصلون القتال لتحرير ليبيا حتى في حال أوقف الناتو عملياته العسكرية التي ينفذها.