20110623
الجزيرة
ظهرت بوادر انقسام في الحملة الجوية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد العقيد الليبي معمر القذافي الأربعاء، إذ رفض الأمين العام للحلف وفرنسا وبريطانيا وكذلك الثوار، دعوة إيطالية لوقف العمل العسكري للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وبعد أربعة أشهر من بدء الانتفاضة وثلاثة أشهر من انضمام طائرات حلف شمال الأطلسي إلى معركتهم للإطاحة بالقذافي لم يحرز المعارضون سوى تقدم بطيء في زحفهم نحو العاصمة طرابلس للإطاحة بالقذافي.
ويجازف اعتراف الحلف للمرة الأولى في مطلع الأسبوع بأنه ربما يكون قد أوقع ضحايا مدنيين بتقليص الدعم للمهمة التي أجازتها الأمم المتحدة رغم الهواجس العميقة لدول عربية وأوروبية وغيرها.
وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمام البرلمان الأربعاء "الحاجة للبحث عن وقف لإطلاق النار باتت أكثر إلحاحا، وأعتقد أنه بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، وهو المرحلة الأولى تجاه مفاوضات سياسية، فإن وقف العمل العسكري لأغراض إنسانية أمر أساسي للسماح بدخول المعونات فورا".
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية في وقت لاحق الأربعاء أن روما لا تقدم اقتراحا محددا وإنما هي تعنى بأي أفكار من شأنها خفض عدد الضحايا المدنيين، لكن تصريحاته لم ترض حلفاء حلف الأطلسي.
مواقف رافضة
وردا على الدعوة الإيطالية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "علينا أن نكثف الضغط على القذافي، أي توقف في العمليات قد يسمح له بكسب الوقت واستعادة التوازن".
وقد أيدت بريطانيا موقف فرنسا وكانت الدولتان أول من يلقي بثقلهما وراء الثوار الليبيين.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "موقفنا هو أن هذا (وقف إطلاق النار) بيد القذافي الذي دعا عدة مرات إلى وقف إطلاق النار ولم يتمخض أي منها عن وقف لإطلاق النار".
وأضاف "النهج الصحيح في الوقت الحالي هو زيادة الضغط على القذافي". وأكد أن حملة الأطلسي لا تزال تحظى بتأييد كبير رغم النقد الموجه إليها أخيرا.
بدوره أعلن الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن أن الحلف سيواصل عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط مزيد من المدنيين.
من جهته أكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام أن الثوار سيواصلون القتال ضد القذافي حتى في حال أوقف الناتو عملياته العسكرية التي ينفذها حاليا.
الصين والانتقالي
في هذه الأثناء حصل المجلس الوطني الانتقالي المعارض على دفعة أخرى الأربعاء باستضافة الصين - العضو الوحيد الذي يمتلك حق النقض بمجلس الأمن الذي لم يدع القذافي للتنحي- مسؤول السياسة الخارجية بالمجلس لإجراء محادثات في بكين.
وقال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي لمحمود جبريل مسؤول السياسة الخارجية بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، الذي زار بكين إن "الصين تعدكم شريكا هاما في الحوار".
وأضاف يانغ "تمثيل المجلس الوطني الانتقالي يتزايد بقوة يوميا منذ تأسيسه، وأصبح بالتدريج قوة سياسية محلية مهمة". وأضاف أن الصين تشعر بالقلق بشأن معاناة الشعب الليبي.
غير أن موقف بكين لم يصل إلى حد وضع الصين إلى جانب 19 دولة اعترفت بالمجلس حتى الآن ممثلا شرعيا للشعب الليبي.
وقالت ثماني حكومات أوروبية وعربية على الأقل إنها تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي وسمحت دول أخرى بفتح مكاتب تمثيل للمجلس.
من جهة ثانية قالت منظمة المؤتمر الإسلامي التي يقع مقرها في السعودية وتضم في عضويتها 57 دولة، إن وفدا وصل الأربعاء للوساطة. وأضافت في بيان أن الوفد سيجتمع مع المعارضين في بنغازي ومع مسؤولين من نظام القذافي في طرابلس.