20110629
المحيط
الخرطوم: وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان اتفاقا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لانهاء خلافاتهما في ولاية جنوب كردفان وحصلت فرانس برس على نسخة منه.
وأشارت جريدة "القدس العربي" اللندنية إلى أن هذا الاتفاق يأتي بعد اتفاق آخر تم التوصل إليه بين الشماليين والجنوبيين في شان منطقة ابيي المتنازع عليها، وذلك قبل اقل من اسبوعين من اعلان استقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/ يوليو.
وتم توقيع الاتفاق بين حكومة الخرطوم ممثلة بالمستشار الرئاسي نافع علي نافع ورئيس الفرع الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار.
وقال مالك عقار لفرانس برس عبر الهاتف من اديس ابابا "امر وقف اطلاق النار سيناقش اليوم الأربعاء، والاتفاقية بداية لوقف العدائيات في جنوب كردفان واتمنى ان يتم توقيعها".
واضافة إلى عقار ونافع علي نافع، وقع رئيس فريق الوساطة الافريقية ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا الاسبق كشاهد على الاتفاقية.
ويلتزم الطرفان بموجب الاتفاق اتخاذ تدابير سياسية وامنية في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان الواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه.
وينص الاتفاق ايضا على "تطبيق نزع السلاح من دون اللجوء الى العنف" فضلا عن التشكيل الفوري للجنة سياسية ستكلف "بحث ومعالجة قضية ادارة جنوب كردفان في شكل سلمي" بحلول ثلاثين يوما.
وسيتم دمج الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجيش الشمالي "بعد مهلة معينة" وتستطيع الحركة الشعبية لتحرير السودان ان تستمر في شمال السودان كحزب معترف به.
وشهدت جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في شمال السودان، منذ الخامس من حزيران/يونيو مواجهات عنيفة بين القوات الشمالية والفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان اسفرت عن مئات القتلى.
وبدأت المواجهات بعد الانتخاب المثير للجدل لوالي جنوب كردفان ما دفع الحركة الشعبية لتحرير السودان الى عدم الاعتراف به واتهام السلطات بممارسة التزوير. وتؤكد حكومة الخرطوم انها تواجه تمردا في هذه المنطقة.
وسبق أن شهدت جنوب كردفان جزءا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب 1983-2005 التي انتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل في 2005.
ووفقا لتقارير الامم المتحدة، فقد فر 73 الف شخص من منازلهم جراء القتال في جنوب كردفان.
وقبل اعلان الاتفاق الاطار، تحدثت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة عن غارات جوية الاثنين. وقالت المتحدثة باسم القوة هوا جيانغ ان "قصفا سمع في كادقلي" عاصمة جنوب كردفان.
واضافت ان من الصعوبة بمكان تقدير الوضع الانساني بسبب القيود التي تفرضها السلطات على حرية التنقل، ويتهم مسئولون دينيون وناشطون حكومة الخرطوم بالقيام بعملية تطهير عرقي تستهدف خصوصا قبيلة النوبة التي قاتلت الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما الى وقف فوري لاطلاق النار في جنوب كردفان، وخصوصا ان الولاية قريبة من دارفور وابيي.
واصدر مجلس الامن الدولي الاثنين قرارا بارسال 4200 جندي اثيوبي دولي الى ابيي. وكانت القوات الحكومية احتلت هذه المنطقة في 21 ايار/مايو واجبرت عشرات الاف الاشخاص على النزوح في اتجاه الجنوب.
وتوصل الشماليون والجنوبيون في العشرين من حزيران/يونيو الى اتفاق يقضي باعلان ابيي منطقة منزوعة السلاح.