20110630
الجزيرة
تبرأت عشر مجموعات شبابية وقوى سياسية من أحداث ميدان التحرير التي وقعت يوم الثلاثاء وصباح الأربعاء وأسفرت عن إصابة نحو ألف من بينهم أربعون شرطيا، ووصفت من شاركوا في هذه الأحداث بأنهم لا صلة لهم بشباب الثورة، في وقت حذر فيه الجيش من إحداث الوقيعة بينه وبين الثوار.
وقال بيان مشترك حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخة منه، "إننا نسعى بكل قوة إلى استقرار البلاد وعودة الأمن وإعادة الثقة والوحدة بين جميع المصريين بمختلف فئاتهم، وهدفنا هو أن يحيا الشعب المصري حياة كريمة آمنة".
ولكن البيان حذر ممن وصفها بقوى الظلام وأطراف داخلية وخارجية تعمل معا ضد مستقبل الشعب المصري وضد الثورة المصرية.
واتهم جهات وصفها بأنها قوى ظلامية تحاول أن تستغل الشهداء والمصابين في محاولة لإحداث فوضى في البلاد تمكنهم من إجهاض الثورة وإخراج الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه من السجون.
من جانبها حذرت القوى والأحزاب السياسية المصرية من وصفتهم "الثوار الحقيقيين وشباب مصر العظيم" من الانجراف لهذا الفخ، ودعتهم إلى تفويت الفرصة على "أعداء الوطن" في حدوث صدام بين الشعب والشرطة والجيش.
فقد طالبت جماعة الإخوان المسلمين الأربعاء الشعب المصري بضرورة اليقظة التامة لمحاولات فلول النظام السابق من استغلال الأحداث لتحقيق أغراضهم وإغراق مصر في دوامة من العنف، حسب تعبير الجماعة.
من جانبها اتهمت الحكومة المصرية عناصر من النظام السابق بإحداث الفوضى، واعتبرت أن الحديث عن ألف مصاب مبالغ فيه.
وقال أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء في حديث مع الجزيرة إن ما حصل في ميدان التحرير لا يرتبط بشهداء الثورة، وإنه جاء عقب حل المجالس المحلية التي ينتمي معظم أعضائها إلى النظام السابق.
الجيش يحذر
من جهته, قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على موقع فيسبوك إن الأحداث "لا مبرر لها إلا زعزعة أمن واستقرار مصر وفق خطة مدروسة ومنظمة يتم فيها استغلال دم شهداء الثورة بغرض إحداث الوقيعة بين الثوار والمؤسسة الأمنية".
وقد انسحبت عشرات من سيارات شرطة مكافحة الشغب التي كانت بالقرب من منطقة ميدان التحرير, لكنها طوقت الطرق المؤدية إلى مبنى وزارة الداخلية, حيث تعرى شباب حتى خصورهم في مشهد احتجاجي, كما تقول رويترز.
نفي استقالة
وفي هذا الصدد نفت الحكومة المصرية الأربعاء ما تردد عن استقالة وزير الداخلية منصور عيسوي على خلفية الاشتباكات في ميدان التحرير.
وقال السمان إن ترديد الشائعة يهدف إلى إثارة البلبلة بين الرأي العام والتأثير سلبا على قدرة أجهزة الشرطة على مواجهة أعمال البلطجة.
وكان مرشحون محتملون للرئاسة المصرية منهم عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي طالبوا بما وصفوه بتطهير وزارة الداخلية، واستقالة وزيرها "لعجزه عن مواجهة البلطجة ومسؤوليته عن عودة العنف الأمني ضد المتظاهرين".
دعوة للاعتصام
في غضون ذلك, أصدرت حركة شباب 6 أبريل بيانا وصفت فيه التعامل الأمني مع الموقف بأنه غير مفهوم أو مقنع. ودعت الحركة قوات الأمن إلى الانسحاب فورا من ميدان التحرير وإخلائه بالكامل حتى انتهاء الأزمة.
كما دعت الشعب المصري بكامل أطيافه وتياراته إلى التوجه إلى ميدان التحرير للاعتصام فيه, مشيرة إلى أن المظاهرات التي كانت ستدعو إليها يوم 8 يوليو/تموز ستبدأ من الليلة باعتصام مفتوح, لإعادة التأكيد على سرعة محاكمة مبارك وحاشيته محاكمة معلنة, ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين بشكل نهائي ومراجعة كل القوانين التي صدرت بدون حوار مجتمعي.
يذكر أن الاشتباكات بدأت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في حي قريب من وسط القاهرة، حيث تجمعت عائلات أكثر من 840 شخصا قتلوا في الثورة للمشاركة في حفل لتكريم الضحايا.
وردد محتجون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام", كما ردد آخرون "الشعب يريد إسقاط المشير", في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي.
واعتقلت الشرطة أعدادا من المحتجين ومنعت جموع المحتجين من السير في اتجاه وزارة الداخلية. كما أعلن مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط "إحالة المتورطين فى أعمال الشغب إلى النيابة العسكرية للتحقيق معهم".