20110701
الجزيرة
فشلت قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في مدينة مالابو بغينيا الاستوائية في التوصل إلى موقف مشترك من الأزمة الليبية، بسبب إصرار الثوار على رحيل العقيد الليبي معمر القذافي، في حين أكدت عائشة القذافي إجراء مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع الثوار.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، في ختام اجتماع مغلق عقده القادة الأفارقة على مدى أكثر من ساعتين إن المفاوضات ستستأنف صباح اليوم الجمعة.
وحاول الزعماء الأفارقة الحصول على دعم لخطتهم في جلستهم التي عُقدت خلف أبواب مغلقة في اليوم الأول من القمة بحضور وفدين يمثلان الثوار الليبيين ونظام القذافي، ولكن إصرار الثوار على تنحي معمر القذافي قبل أي حل سياسي للأزمة حال دون الاتفاق.
وتقضي خطة الطريق التي تقدم بها الاتحاد بوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وفترة انتقالية وإجراء إصلاحات ديمقراطية وانتخابات، غير أنها لم توضح بالتفصيل ما سيؤول إليه وضع القذافي.
من جانبهم، قال الثوار الليبيون اليوم الجمعة إنهم على أهبة الاستعداد لحسم الصراع مع الزعيم الليبي معمر القذافي بالوسائل العسكرية، لكنهم سيوقفون الأعمال العدائية إذا ما تنحى عن السلطة.
وقال منصور صافي النصر منسق المجلس الوطني الانتقالي في فرنسا وممثل الثوار في القمة الأفريقية إن الجميع في القمة متفقون على رحيل القذافي، "البعض يقول ذلك علنا والبعض لا"، في إشارة إلى قادة دول الاتحاد.
وعبر منصور صافي النصر الذي يشارك بصفته "ضيفا خاصا" عن أمله في الحصول على دعم من الاتحاد، واصفا خريطة الطريق "بالجيدة إذا تم تعديلها".
وأضاف صافي النصر الذي وصل إلى مالابو مع ممثلين اثنين عن المجلس الوطني الانتقالي من بينهم عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية السابق أنه التقى مع وزراء من النيجر ومالي وتشاد وموريتانيا، بهدف الاجتماع مع أكبر عدد ممكن من الوفود.
وقال صافي النصر إنه إذا انسحب القذافي "فنحن على استعداد لوقف العدائيات والتفاوض مع إخواننا ممن هم حول القذافي".
وأضاف في حديث على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، أنه إذا ما تقدمت العمليات العسكرية لتطوق طرابلس فإن القذافي سيرحل، قائلا "القذافي معزول، وهو في خندق ولا يستطيع التحرك".
عملاء الخارج
من جهته ندد رئيس غينيا الاستوائية الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي تيودورو أوبيانغ الخميس بالتدخل الخارجي في القارة، قائلا إن مساعي الدفاع عن حقوق الإنسان عمقت المشاكل.
وأشار إلى أن الاتحاد يعاني ماليا وينبغي له أن يجد تمويلا مستقلا لمنع الأجانب من خارج القارة من التدخل في شؤونه.
وأوضح أوبيانغ أن "عملاء" من خارج أفريقيا يستغلون غياب الوحدة الأفريقية للتدخل في القارة سواء للدفاع عن مصالح بلدان أخرى أو أفراد.
وأضاف أنه نتيجة لهذه السياسات المفروضة أصبحت التدخلات من أجل حقوق الإنسان تسبب هذه الأيام بلاء عظيما للإنسانية في أجزاء مختلفة من العالم.
عائشة القذافي
من جهة أخرى، قالت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي أمس الخميس إن ليبيا تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع الثوار الذين يحاولون الإطاحة بوالدها، ولكن المعارضة استبعدت اجراء أي اتصالات أخرى مع طرابلس.
ووصفت عائشة والدها بأنه مرشد للشعب الليبي ولا شيء يدعوه إلى ترك بلاده.
وهوّنت عائشة من شأن ما يذهب إليه البعض من أن القذافي قد يرحل، وقالت "إلى أين تريدون أن يرحل، هذا بلده وأرضه وشعبه".
وقالت متحدثة عبر مترجم في فندق بطرابلس "تجري مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ويجب علينا حقن دماء الليبيين".
وأضافت المحامية البالغة من العمر 35 عاما "ولذلك فإننا مستعدون للتحالف مع الشيطان وهو المعارضون المسلحون".
وقالت ابنة القذافي إن أحد أولادها وأحد أشقائها قتلا في الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (ناتو).