20110701
الجزيرة
20110701
الجزيرة
أطلقت مدينة باريس اسم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على إحدى ساحاتها العامة، وعللت قرارها بكون الفقيد الذي أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 في مدينة سيدي بوزيد التونسية احتجاجا على ظلمه وإهانته كان "مفجر الثورة التونسية" التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقال عمدة باريس برتراند ديلانوي في كلمة ألقاها أمس الخميس أثناء حفل افتتاح الساحة بحضور والدة البوعزيزي، إن الفقيد أشعل شرارة "ثورة لم يكن أحد يتوقعها" ضد نظام "قاهر وفاسد"، مؤكدا أن انتحار الشاب التونسي كان عملا يائسا إلا أنه "ولد الأمل" لدى التونسيين والعرب.
وأوضح السياسي الفرنسي -الذي يعد واحدا من أبرز زعماء الحزب الاشتراكي المعارض- أن الشعوب العربية أدركت، بعد الانتفاضة التونسية، أن الديكتاتورية ليست قدرا محتوما وأن بإمكانها التخلص من أنظمتها الاستبدادية الفاسدة.
واعتبر عمدة باريس أن الثورة العربية -التي فجرها البوعزيزي- أصبحت مبعث إلهام لكل الشعوب المضطهدة في العالم مشيرا إلى تصريحات لزعيمة المعارضة في بورما أونغ سان سوكي أكدت فيها أن ما حدث في تونس ومصر بعث لديها الأمل في إحداث تغيير ديمقراطي في بلادها التي ترزح تحت نير إحدى أسوأ الديكتاتوريات العسكرية في العالم.
وأضاف ديلانوي "إذا كانت باريس هي مدينة الحرية، فإنه من الطبيعي أن تحمل إحدى ساحاتها اسم محمد البوعزيزي" منوها إلى أن تكريم الراحل هو أيضا "تكريم للشعب التونسي ولثورته التاريخية في يناير/كانون الثاني 2011".
والدة الفقيد تمنت أن تنعم كل الشعوب العربية بالحرية (الجزيرة نت)
تضحية للحرية
من جانبها، أثنت منوبية البوعزيزي والدة الفقيد، على قرار مدينة باريس إطلاق اسم ابنها على الساحة التي تقع في الدائرة الرابعة عشرة من العاصمة الفرنسية.
وأكدت أنها "فخورة" بما وصفته بالمبادرة الجميلة للمجلس البلدي للمدينة معربة عن أملها في أن تفضي تضحية ابنها إلى أن تنعم كل الشعوب العربية بالحرية.
أما رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان مختار الطريفي، فأكد أن تكريم البوعزيزي يعد "تكريما لكل شهداء تونس وشهداء العالم العربي وشهداء الحرية في كل أرجاء المعمورة".
ورأى الناشط الحقوقي التونسي أن عنصر المفاجأة في الثورة التونسية كان ناتجا عن وجود مظاهر خادعة من النمو والاستقرار منعت الكثيرين من استشعار النار التي كانت تشتعل في أعماق المجتمع.
و شدد على أن تضحية البوعزيزي بنفسه جاءت في الوقت والمكان المناسبين، مشيرا إلى أن الشعب التونسي المنتفض تجاوز بسرعة "المطالب الاجتماعية" ليؤكد الطابع الثوري لحركته.
وعبر الطريفي عن اعتزازه بكون الثوار في كل البلدان العربية استعاروا من التونسيين شعار انتفاضتهم الأبرز ألا وهو كلمة "ارحل"، مشيرا إلى أن السلطات الشيوعية في الصين تحاول حجب كل منشور إلكتروني يتضمن هذه العبارة.