20110707
الجزيرة
قبيل أيام من الدعوة إلى مليونية الثورة أولاً، سيطرت حالة من الغليان على المشهد السياسي المصري الذي بدا متخوفا من وجود مخطط لسرقة الثورة وعرقلة مسارها عن طريق الالتفاف على مطالب الثوار، وإلهاء الرأي العام بجملة من الحوادث الأمنية المدبرة التي تقع بين الحين والآخر.
وشهدت المدن المصرية حراكا غير مسبوق باتجاه الدعوة إلى هذه المليونية التي انضمت إليها غالبية القوى السياسية، وقاطعتها ستة أحزاب سلفية معربة عن تأييدها للمطالب دون المشاركة الفعلية، وأعلنت حالة الطوارئ بميدان التحرير حيث جهز الشباب منصات للخطابة، وشكلت لجان شعبية تتولى حراسة المتظاهرين الذين بدؤوا في نصب خيم للاعتصام بوسط الميدان.
ووزع شباب حركة 6 أبريل بالقاهرة وبعض المحافظات نصف مليون منشور للدعوة إلى مليونية الجمعة، والتي تتضمن حث المواطنين على المشاركة بقوة في المظاهرات، لاستكمال أهداف الثورة بعد وقوع أحداث كثيرة تشير إلى غياب الرغبة في استكمال التغيير.
مشاركة الإخوان
كما أعلنت جماعة الإخوان المسلمين مشاركتها في المظاهرة المليونية بعد تردد في حسم قرارها الأسبوع الماضي، واعتبرت -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- أن التخلي عن مطالب (الدستور أولا) واقتناع أغلب القوى السياسية بإجراء الانتخابات أولا، إضافة إلى مظالم أهالي الشهداء، رجحت قرار الجماعة للمشاركة في مليونية الجمعة.
وانتقد الإخوان التباطؤ في محاكمة "الطغاة والقتلة والمفسدين" والذي يصل إلى ما يشبه التدليل في حق الرئيس المخلوع وأسرته، فضلا إطلاق سراح الضباط المتهمين بقتل الشهداء، ومحاكمة بعضهم وهم في حالة سراح، الأمر الذي يمكنهم من التلاعب في الأدلة، وفق بيان الجماعة.
وتساءلت جماعة الإخوان عن الجهات التي تحمي المجرمين، حيث يمارس بعض رموز النظام السابق وضباط أمن سابقون ضغوطا على أهالي الشهداء للتخلي عن حقوقهم.
دعاة الفرقة
وفي السياق ذاته، أكد حزب الحرية والعدالة مشاركته في مليونية الجمعة، بيد أنه حذر أبناء الثورة من الساعين إلى بث الفرقة.
وقال الأمين العام للحزب د. محمد سعد الكتاتني إن مشاركة حزبه تأتي من منطلق الحرص على الزخم الثوري الضابط لتحقيق أهداف الثورة بعد صدمة الرأي العام خلال اليومين الماضيين من تبرئة قتلة الثوار بالسويس، وتبرئة أحمد المغربي وأنس الفقي ويوسف بطرس غالي، وهم من أبرز مسؤولي الفساد.
وأضاف الكتاتني أن الحزب سيشارك بالمظاهرة ليؤكد مطالب الثورة التي يتوافق عليها الجميع، خاصة بعد تجاوز العناوين الخلافية التي كانت قد رفعت كأساس في بداية الدعوة للمظاهرات، داعيا المصريين للمشاركة فيها، ومطالبا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاستجابة لمطالب الثوار التي تتوافق عليها كافة القوى الوطنية.
حماة الثورة
من جانب آخر، أكد المنسقة الإعلامية لحركة شباب 6 أبريل إنجي حمدي أن الثورة لم تكتمل بعد، وقالت إن على المجلس العسكري -الذي وعد في بيانه الأول بتنفيذ مطالب الثورة- أن يعلم بألا أحد يستطيع سرقة الثورة "فلها ثوار يحمونها".
وتساءلت في حديث للجزيرة نت: أين العدالة في الإفراج عن قتلة الشهداء بينما يحاكم الشباب محاكمة عسكرية ظالمة؟ وقالت إن المصابين خلال الثورة لا يجدوا من يداوي جراحهم، كما أن قيادات وزير الداخلية السابق العادلي ما تزال في الداخلية.
وترى المنسقة الإعلامية أن الدعوة لهذه الجمعة تختلف عن سابقتها، فهي تتشابه في ظروفها مع الدعوة لمظاهرة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي حيث دعت جميع التيارات والقوى السياسية للمشاركة فيها.
واعتبر المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية عمرو موسى أن ما يحدث الآن من تباطؤ في محاكمة المسؤولين عن القتل وإصابة الثوار، بداية بمن استخدم السلاح مباشرة وانتهاء بمن أصدر الأوامر، يمثل عنصرا ضاغطا على الضمير الجمعي للأمة، والتي تدين بما تحقق من إنجازات لهؤلاء الشهداء والجرحى في المقام الأول.
بطء العدالة
وأوضح موسى أن العدالة البطيئة ظلم "خصوصا إذا تعلق الأمر بشباب في عمر الزهور ضحى بعضهم بحياته وبصره ومنهم من صار مقعدا" مشددا على أن تعويض أهالي الشهداء والمصابين وتكريمهم واجب ومسؤولية يجب أن تتصدر أولويات مصر حكومة وشعبا.
وأضاف في تصريحات صحفية أنه مع الاحترام الكامل لأحكام القضاء واستقلاليته إزاء أي ضغوط، غير أن هناك حاجة ماسة لضمان علانية المحاكمات والشفافية في توضيح حيثيات ما يصدر من أحكام قضائية.