20110707
الجزيرة
قدم أكثر من سبعين فنانا يمثلون مختلف التيارات الفنية والشرائح العمرية، ما يزيد على 450 عملا فنيا، في المعرض الذي انطلق الأربعاء بمركز ساقية الصاوي الثقافي بالقاهرة، ونظمته الجمعية المصرية لفناني الكاريكاتير بعنوان "ثورة الكاريكاتير" ويستمر حتى 15 من يوليو/ تموز الجاري.
ووصف الفنان مصطفى حسين المعرض بأنه بستان جميل رائع، يزخر بأساليب فنية راقية. وأضاف أن ثورة 25 يناير/ كانون الثاني حفزت الرسامين وأطلقت "القمقم"، فأوجد كل هذا العدد من المبدعين.
ضمير الشعب
وأشار الرئيس الجديد لجمعية فناني الكاريكاتير أحمد ثابت طوغان إلى أن فناني الكاريكاتير هم السلاح الرئيس في مجال التوعية والتثقيف قبل وبعد الثورة، باعتبارهم ضمير الشعب المصري، والمعبر عن خفة ظله وظرفه.
وقال طوغان للجزيرة نت: نحن نقاوم بالسخرية آلام ومتاعب وهموم الناس، مثل الفساد وإهدار المال العام، ومن واجب الفنانين بعد الثورة تحفيز الشعب على التقدم والعمل الجاد وحسن تنشئة الجيل الجديد.
ومن جهته أشاد الفنان جمعة فرحات بتنوع وثراء وتميز المعرض، وبشبابه الموهوبين وإنتاجهم الغزير، مؤكدا أن "الفنون والآداب من أهم القوى الناعمة التي تمتلكها مصر" وبها سوف تستعيد ريادتها.
وأكد فرحات للجزيرة نت أن رسام الكاريكاتير ظل مدافعا عن الفقراء والمظلومين والمطحونين، بأدوات بسيطة وخفة ظل، فهو يبدع طوال الوقت ويفضح الفساد بكل صوره.
رؤى وأحلام
وقال منسق المعرض الفنان سمير عبد الغني إن فكرته تدور حول الثورة المصرية بكل أبعادها، ويشارك فيه نخبة متميزة من مختلف التيارات الفكرية ومن أجيال مختلفة، ينتمون إلى صحف قومية ومستقلة وخاصة، وهو يجسد رؤاهم وتصوراتهم وطموحاتهم وأحلامهم قبل وأثناء وبعد الثورة.
وأشار عبد الغني في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن فناني الكاريكاتير يمتلكون إحساسا داخليا قويا بتحديات الوطن وآلامه وهمومه، وهم على تواصل دائم بالواقع المجتمعي والإنسان البسيط.
وأضاف أن الأعمال المعروضة تعكس تنوعا كبيرا، وكل فنان له أسلوبه الخاص. ويضم المعرض أعمالا لفنانين راحلين توقعوا أحداث الثورة.
غد أفضل
وتركز أعمال الفنان إبراهيم البريدي على تطلعات أطفال مصر وشبابها في غد أفضل، بوصفهم الجيل الذي تغير مسار حياته بسقوط نظام مبارك الذي أطاحت به الثورة، ولولا انتفاضتهم وثورتهم الشعبية لضاعت وأهدرت إبداعاتهم وطاقاتهم.
وشارك البريدي بعمل "الشعب يريد إسقاط النظام" يظهر فيها أطفال يرفعون لافتة مطالب بالحرية والعدل، ومجموعة لوحات أخرى عن مساوئ النظام السابق وحاشيته الفاسدة.
ومن جهته يؤكد الفنان أحمد عبد النعيم أن رسامي الكاريكاتير ملتحمون دائما بالشارع، لذلك عبروا قبل الثورة عن نبضه الحي، فهو "فن ثائر بطبيعته، لا يهادن ولا يقبل الخنوع على مر تاريخه".
وأشار عبد النعيم في حديثه للجزيرة نت إلى تطور أعمال الشباب بتقنيات جهاز الحاسوب، وتجاوب المتلقي على مواقع الإنترنت، مما يطور من أفكارهم ومواكبتهم لكل جديد بانفتاح كبير.
تأريخ للثورة
ومن ناحيته يرى الفنان عمرو فهمي أن المعرض يؤرخ للثورة بريشة رسامي الكاريكاتير، مؤكدا أن الأعمال المشاركة رائعة وتجسد تكاملا فكريا وعمريا حول فكرة الثورة وحاضرها ومستقبلها.
وبدوره يرى الناقد طارق زايد أن المعرض قوي الفكرة والرسالة لأن فن الكاريكاتير يقوم على النقد، والمبالغة في سرد الأحداث وتوقعها بأسلوب لاذع وجرئ، وأعماله قريبة جدا من الجمهور لأنه فن صادق وغير قابل للاصطناع.
وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن معظم الأعمال المشاركة تحاكي الأعمال التشكيلية، من حيث التكوين واللون ودخول الحاسوب والأساليب الحديثة في الرسم، مما أتاح صورة جيدة وتكوينات عالية المستوى.