20110714
الجزيرة
تميزت دورة هذا العام لمهرجان تيمقاد الدولي بالجزائر بمشاركة فنية كبيرة من عدة دول، وشهدت بناء مسرح جديد يشبه مسرح تيمقاد الأثري مما قلّل الضغط على المسرح الروماني. ورغم الإقبال الجماهيري المتزايد فقد تواصلت الانتقادات الموجهة للمهرجان وفعالياته.
وقال رئيس المهرجان الأخضر بن تركي إن فعاليات الدورة كانت أغلبها للشباب، وجزء منها للعائلات، لذا كان الإقبال مميزا يزيد على 50% مقارنة بالسنة الماضية، وقد شهدت مشاركة 39 فنانا وفرقة من تركيا ولبنان وليبيا وتونس وفلسطين والمغرب والهند وفرنسا، ودول أخرى من آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
تكاليف وانتقادات
وعما إذا كانت الثورات العربية وراء غياب مصر وسوريا عن المهرجان، أكد بن تركي أن إدارة المهرجان وجهت الدعوات لفنانين وكانت لديهم التزامات أخرى، بينما حضر فنانون من تونس وليبيا والمغرب التي تشهد "حراكا شعبيا".
وأشار بن تركي إلى أن هناك منتقدين لهذا المهرجان، يصفونه بمهرجان" شطيح ورديح " -أي مبالغة في الرقص والغناء- لكنه يرى أن هؤلاء يجهلون أبعاد الثقافة، لأنها في جزء منها للترويح عن النفس وهو حاجة إنسانية.
وقال "لست في معرض الرد، لكن لماذا نسمي الملحن موسيقارا والشاعر أديبا، بينما المطرب الذي يجمع ثلاثية الكلمة واللحن والصوت ليقدمها للجمهور، لماذا يسمون ما يقدمه "شطيح ورديح"؟
وأشار إلى أن مخصصات المهرجان ارتفعت عن العام الماضي لتبلغ مائة مليون دينار جزائري (نحو 1.4 مليون دولار أميركي) لكن العمل الثقافي مثل البحث العلمي يحتاج دوما للمزيد لتطوير ثقافة وفن البلد.
إقبال جماهيري
وقام الفنانون المشاركون في مهرجان تيمقاد الدولي بإحياء حفلات في ولايات أخرى منها العاصمة، حيث التقت الجزيرة نت المطرب اللبناني فارس كرم، المعروف بصوته الجبلي وأغانيه التي وصفها أنها من نبض الشارع العربي، وعبر عن شكره للجمهور الجزائري.
وحظيت الفرقة الفرنسية لافوين ( La fouine) ذات الأصول المغربية التي تشارك لأول مرة بالمهرجان بإقبال كبير، فامتلأ مسرح الكازيف وسعته ثلاثة آلاف مقعد عن آخره، وبقي بضع مئات لم يحالفهم الحظ بالدخول لعدم وجود أماكن رغم شرائهم التذاكر بخمسمائة دينار جزائري (سبعة دولارات).
وغنت الفرقة بنمط فني أقرب إلى موسيقى الراب عن مشاكل المهاجرين المغاربة، والصعوبات التي يلاقيها أبناء المهاجرين العرب، وسط تجاوب من الجمهور مع إيقاعها الصاخب.
وكان مغني الراي الجزائري الشاب مامي قد افتتح المهرجان في سهرة الرابع من يوليو/ تموز الجاري عشية عيدي الاستقلال والشباب، في أول صعود له على المسرح بعد خروجه من سجن فرنسي يوم 23 مارس/ آذار الماضي، واختتمته الفنانة اللبنانية نوال الزغبي.
وتعود بداية مهرجان تمقاد إلى عام 1967 كمهرجان محلي نظمه سكان باتنة (500 كلم شرق العاصمة) للتعريف بثقافة مدينتهم، وعام 1969 تحول إلى مهرجان متوسط، وعام 1973 أصبح مهرجانا دوليا للفنون الشعبية، وتوقف المهرجان عشر سنوات 1986-1996.