20110717
الجزيرة
هاجم العقيد الليبي معمر القذافي الثوار في بلاده ووصفهم بالخونة، ودعا أنصاره للزحف على مدينة بنغازي و"تطهيرها من هؤلاء الخونة"، على حد تعبيره.
وفي تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي مساء اليوم، خاطب القذافي حشودا من أنصاره تجمعوا في مدينة الزاوية، وأكد لهم أنه يتلقى يوميا اتصالات عديدة من القبائل الليبية في بنغازي وغيرها من المدن الليبية، تطالبه بتحرير هذه المدن وتخليصها من "الخونة" وقوات الناتو.
ودعا القذافي المحتشدين في الزاوية للزحف على بنغازي، معربا عن اعتقاده بأن يفعل الشعب الليبي ذلك دون أن ينتظر أمرا منه، كما توقع أن تزحف كتائب نسائية عسكرية "لتطهير" مدن ليبية.
ووصف القذافي الثوار بأنهم خونة وعملاء تدربوا على يد المخابرات الفرنسية لتدمير بلدهم ليبيا، وأكد أن القبائل الليبية في بنغازي بريئة مما يجري وغير راضية عنه، وأن المواطنين أجبروا بالقوة على الرضوخ للثوار.
وأكد القذافي أن ملايين الليبيين يساندونه، واتهم الإعلام الغربي بمحاولة إخفاء هذه الحقيقة، وتصوير هؤلاء الملايين على أنهم مجرد أنصار.
الاعتراف الدولي
وكان القذافي قد رفض في تسجيل صوتي أمس الجمعة الاعتراف الدولي الواسع الذي حظي به المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، ونزع الشرعية عن نظام القذافي، ودعا أنصاره لسحق هذه الاعترافات الدولية تحت أقدامهم.
وقال القذافي مخاطبا الآلاف الذين تجمعوا بمدينة زليتن "قراراتهم .. محاضر اجتماعاتهم ... اعترافاتهم .. تصريحاتهم كلها الآن تحت أقدامكم دوسوا عليها".
خطاب القذافي جاء بعد ساعات قليلة من إعلان الولايات المتحدة ونحو 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية منضوية في مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا –اجتمعت بإسطنبول أمس- المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي، ودعت القذافي للتنحي الفوري عن السلطة.
وورد في البيان الختامي للاجتماع "إلى حين قيام سلطة انتقالية، اتفق المشاركون على التعاطي مع المجلس الوطني الانتقالي على أنه السلطة الحكومية الشرعية بليبيا".
وقد توقع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التوصل إلى حل سياسي بحلول شهر رمضان، في حين دعا نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني لمواصلة العمليات العسكرية بليبيا، إلى جانب التفاوض مع القذافي لحمله على التخلي عن السلطة.
فيما أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن العمل العسكري ضد القذافي سيتصاعد، بينما تبذل جهود لحمله على التنحي، والتوصل إلى ما وصفها بتسوية سلمية للصراع.
كذلك أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن العمليات العسكرية ستتواصل في شهر رمضان، وقال إن المؤتمر حدد خريطة طريق لليبيا تتضمن دعوة لمؤتمر وطني ووضع دستور وإجراء انتخابات عامة وتخلي القذافي عن الحكم.
الاعتراف الأميركي
أما الاعتراف الأميركي الذي أقرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنه أخذ وقتا، فمن شأنه أن يزيد من عزلة القذافي ويضيق الدائرة حوله.
وشددت كلينتون على أن أي اتفاق يجب أن يشمل مغادرة القذافي للسلطة، وقالت "يتطلع الشعب الليبي بشكل متزايد لمرحلة ما بعد القذافي، إنهم يعرفون وكذا نحن أنها لم تعد مسألة هل سيغادر القذافي السلطة أم لا، ولكن متى؟".
وقد فوضت مجموعة الاتصال المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب ليعرض على القذافي ترك السلطة في إطار صفقة سياسية تشمل وقفا لإطلاق النار لحقن الدماء.
الأرصدة المجمدة
وفي تطور من شأنه أن يسهل على المجلس الوطني الانتقالي إدارة شؤون البلاد، اعتبر مسؤولون أميركيون الاعتراف الأميركي بالمجلس الوطني ممثلا للشعب الليبي خطوة هامة باتجاه الإفراج عن أكثر من 34 مليار دولار من الأموال الليبية بالولايات المتحدة.
من جانبها دعت مجموعة الاتصال المشاركين لتقديم مساعدة مالية قيمة للمجلس الوطني الانتقالي في سياق القوانين المرعية، بما في ذلك عبر آليات تسمح للكيانات التي يديرها المجلس الوطني الانتقالي بتصدير المحروقات، وذلك من خلال رفع التجميد عن الأرصدة الليبية لمصلحة الشعب الليبي أو من خلال استخدام هذه الأرصدة كضمانات لتقديم مساعدة مالية للوطني الانتقالي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى في فبراير/شباط عقوبات اقتصادية ضد نظام طرابلس بما يشمل تجميد أرصدة عائلة القذافي وشخصيات قريبة منها. بينما طالب الوطني الانتقالي بتحويل هذه الأرصدة للثوار.