20110717
الجزيرة
قال العقيد معمر القذافي إنه لن يغادر ليبيا أبدا، وتوقع انهيار حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، ودعا أنصاره إلى الزحف على المناطق التي استولى عليها الثوار، الذين يتسع الاعتراف الدولي بالهيئة السياسية التي تمثلهم.
وفي تسجيل صوتي هو الثاني من نوعه في أقل من 48 ساعة خاطب القذافي أنصاره أمس في بلدة الزاوية (الواقعة 50 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس) قائلا "لن أترك أرض أجدادي، هذه الأرض العزيزة والمقدسة، كما لن أترك شعبي الذي ضحى وهو مستعد للموت من أجلي".
ووصف القذافي الثوار بـ"الجرذان والخونة الذين استولوا على بنغازي ومصراتة وجبال الغرب واستعملوا المواطنين دروعا بشرية ورهائن"، بعد أن دربتهم المخابرات الفرنسية، كما قال.
وقال إن كل الشعب الليبي معه، وهذا الشعب مستعد للزحف على "المدن المحتلة" إن أمره بذلك، ومن ليسوا معه مائة ألف يوجدون في المنطقة الشرقية اعتبرهم أسرى في يد الثوار.
ودعا القذافي من يحملون السلاح ويسيطرون على مصراتة والجبل الغربي والمنطقة الشرقية إلى تسليم أسلحتهم، وسيضمن سلامتهم، وتوقع أن يتحطم الناتو والاتحاد الأوروبي "على صخرة الشعب الليبي".
وكان القذافي رفض في تسجيل صوتي الجمعة الاعترافات الدولية بـالمجلس الوطني الانتقالي، ودعا أنصاره إلى سحقها تحت أقدامهم.
اعترافات دولية
وجاء تسجيل الجمعة بعد ساعات من قرار الولايات المتحدة ونحو 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية منضوية في مجموعة الاتصال -التي التقت في إسطنبول الخميس- بالاعتراف بالمجلس الانتقالي، داعية القذافي إلى التنحي.
ويعود آخر ظهور تلفزيوني للقذافي إلى 35 يوما، وقد توقع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو حلا سياسيا بحلول رمضان، في حين دعا نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني لمواصلة العمليات، مع مفاوضة القذافي على ترك السلطة.
كذلك أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الهجمات ستتصاعد، بالتوازي مع جهود لحمل القذافي على التنحي، وتحقيق تسوية سلمية.
أما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فقال إن العمليات ستتواصل في رمضان، وإن مؤتمر إسطنبول حدد خريطة طريق تتضمن دعوة لمؤتمر وطني ووضع دستور وإجراء انتخابات عامة وتخلي القذافي عن الحكم.
كما اعتبرت الولايات المتحدة -التي كانت أحدث دولة غربية تعترف بالانتقالي الليبي- على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون أن المسألة لم تعد "هل سيغادر القذافي السلطة أم لا، ولكن متى؟".
تمويل المعارضة
ويرى مسؤولون أميركيون اعتراف واشنطن بالانتقالي الليبي خطوة هامة في اتجاه الإفراج عن أكثر من 34 مليار دولار من الأصول الليبية المجمدة في الولايات المتحدة.
وقد دعت مجموعة الاتصال المشاركين لتقديم مساعدة مالية قيمة للمجلس في سياق القوانين المرعية، بما فيها عبر آليات تسمح للكيانات التي يديرها بتصدير المحروقات، وذلك برفع التجميد عن الأرصدة أو استخدامها ضمانات لتقديم مساعدة مالية.
وظلت الخريطة الميدانية في ليبيا تراوح مكانها منذ أسابيع، إذ تبقى طرابلس في يد أنصار القذافي، فيما يسيطر الثوار على معظم الشرق وبضعة جيوب في الغرب أهمها مصراتة.