20110719
الجزيره
كشفت صحيفة غارديان عن شريط فيديو مثير للاشمئزاز لشخص ليبي يدعى صادق حامد شوهدي وهو يحاكم محاكمة شعبية أعدم إثرها شنقا أمام جمع غفير من الناس بينهم أطفال ونساء.
وعادت الصحيفة إلى عام 1984 بعد 15 عاما على حكم العقيد معمر القذافي لليبيا وقالت إنه كانت له سمعة مخيفة من الوحشية تجاه أعدائه. لكن المشهد الكئيب الذي ظهر للعيان في مدينة بنغازي في شرق البلاد كان مثيرا.
ففي صباح يوم شديد الحرارة نقلت الحافلات آلاف التلاميذ وطلبة المدارس إلى ملعب بنغازي لكرة السلة حيث شاهدوا شابا خائفا أجعد الشعر وبلحية وكان راكعا ويداه مكبلتان خلف ظهره وهو يتوسل لحياته أمام الادعاء الشعبي.
وكان صادق حامد شوهدي البالغ من العمر ثلاثين عاما متهما بالتآمر لاغتيال زعيم الثورة الليبية. ووصمته المحكمة بأنه "إرهابي من جماعة الإخوان المسلمين وعميل لأميركا".
وفي هذا الفيلم الذي أعيد اكتشافه مؤخرا كان شوهدي وحده في وسط الملعب وكان ينتحب وهو يعترف بجريمته في الانضمام إلى "الكلاب الضالة"، وهو المصطلح المخيف الذي أطلقه النظام على كل من خالفه قبل الحكم عليه بالإعدام.
وبين الجمهور كانت هناك فتاة شابة ترتدي زيا عسكريا أخضر زيتونيا تصيح وتلوح بقبضتيها. وبعد عرض حماسي مثير للغثيان، جذبت الفتاة رجلي شوهدي وهو يتلوى ألما على حبل المشنقة إلى أن توقف عن المقاومة. وبعد هذا المشهد صارت تلك الفتاة واسمها هدى بن عامر مفضلة لدى القذافي وهربت من بنغازي بعد ثورة هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من الليبيين شاهدوا البث الحي الأصلي للمحاكمة في وقتها وما زالوا يتذكرونها. لكن هذا هو الشريط الكامل بالصوت والصورة الذي لم يشاهد منذ ذلك الحين والذي وجده الباحث الحقوقي في هيومن رايتس ووتش بيتر بوكارت.
الكلب المسعور
وقالت الصحيفة إن هذا الشريط المروّع يسجل أيضا لحظة من التآمر الدولي في السنوات التي أصبحت فيها ليبيا هاجسا للولايات المتحدة ووصف فيها الرئيس الأسبق رونالد ريغان القذافي بـ"الكلب المسعور" للشرق الأوسط.
وقد جاء إعدام شوهدي عقب هجوم جريء على مقر القذافي في باب العزيزية بطرابلس قبل شهر، وهي محاولة الانقلاب التي نفذتها الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا التي زعم النظام أنها كانت مدعومة من قبل الاستخبارات الأميركية (سي آي أي). وقتل في هذه المحاولة ابن عم شوهدي واعتقل ألفا شخص وأعدم 12 علنا في مدنهم أثناء عطلة رمضان آنذاك.
وقال عاشور شمس -وهو معارض ليبي يعيش في لندن وساعد في التخطيط للانقلاب- إن إعدام شوهدي جاء بأمر محكمة شعبية عاجلة أقامتها الدولة. وأضاف أن شوهدي وآخرين تدربوا في المغرب والسودان وبعضهم دخل ليبيا من تونس حيث كان يشرف على العملية رئيس الأمن وقتها زين العابدين بن علي الذي أصبح رئيسا فيما بعد.
وأشار شمس إلى أن شوهدي كان ليبيا عاديا شعر بالبغض لنظام القذافي فترك دراسته وحياته المريحة في أميركا ليعود إلى ليبيا. وعلم وقتها أنه يخاطر بحياته.
وقال بوكارت إن هذا الفيلم لن يكون ذا صلة بقضية المحكمة الجنائية الدولية لأنه يغطي فترة زمنية محدودة فقط. وأضاف أنه شعر بأنه من المهم الحفاظ على هذا الجزء المأساوي لتراث الشعب الليبي وهو جزء أيضا من إرث صديقه تيم هيثرينغتون مصور الحرب البريطاني الأميركي الذي قتل في أبريل/نيسان الماضي وهو يغطي حصار مدينة مصراتة، لأنه كان آخر مشروع عمل عليه قبل قتله.