أفاد مراسل الجزيرة في الصومال أن قوات إثيوبية استولت على مدينة حدودية كان يسيطر عليها مسلحون تابعون لحركة الشباب المجاهدين، في تطور هو الأكبر من نوعه في مسار الأوضاع الداخلية الصومالية منذ أشهر.
فقد أكد مراسل الجزيرة في مقديشو جامع أحمد نور نقلا عن مسؤولين في حركة الشباب المجاهدين التي تخوض صراعا عسكريا مع الحكومة الانتقالية في الصومال قولهم إن مقاتلي الحركة انسحبوا السبت من مدينة بلدوين الحدودية بسبب عددهم المحدود مقارنة مع عدد الجنود الإثيوبيين الذين دخلوا البلدة.
ووفقا للمراسل، دخلت البلدة ثلاث وحدات عسكرية أثيوبية في قوة هي الأضخم من نوعها التي ترسلها إثيوبيا إلى داخل الأراضي الصومالية منذ انسحابها رسميا في يناير/كانون الثاني الماضي.
مصادر محلية
وكانت وكالة أسوشيتد برس للأنباء نقلت عن سكان محليين في بلدة بلدوين قولهم إن قوات إثيوبية اجتازت الحدود واستولت على البلدة.وأضاف السكان أن مجموعة إسلامية مسلحة -في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين- كانت تسيطر على البلدة فرت مع دخول القوات الإثيوبية دون أي مقاومة تذكر في هذه المنطقة الإستراتيجية على الحدود بين الصومال وإثيوبيا.
وكانت جماعات مسلحة قد هاجمت يوم الخميس الفائت قاعدة على مشارف مدينة أفجوي ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص قال شهود عيان إنهم رأوا جثثهم ملقاة في الشوارع بالقرب من بلدة أفجوي الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة مقديشو.
أفجوي وكيسمايو
وكشف سكان محليون أن مسلحين إسلاميين ملثمين -بينهم أجانب- وصلوا إلى منطقة أفجوي قبل أيام وراحوا يفتشون السيارات ويضربون غير المحجبات بالسياط، كما فرضوا حظرا على التدخين ومضغ القات.
وكانت الأنباء الواردة من مدينة كيسمايو الساحلية الإستراتيجية في الجنوب الصومالي قد أشارت إلى توتر الأوضاع الأمنية في المدينة بعد أن قام الخميس الماضي مسلحون تابعون للحزب الإسلامي بتوزيع منشورات تطالب الشباب المجاهدين بتسليم السلطة في المدينة إليهم، في مؤشر على احتمال اندلاع صراع مسلح بين الطرفين.
وسبق لحركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي أن رفضا عرض الرئيس الانتقالي شريف شيخ أحمد لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك، وأكدا عزمهما على مواصلة القتال حتى الإطاحة بالحكومة "المدعومة من الغرب".
أسلحة ثقيلة
وفي شأن يتعلق بظاهرة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية، كانت البحرية الأميركية قد أعلنت الخميس أن قراصنة صوماليين يختطفون سفينة "وين فار" التايوانية أطلقوا النار من سلاح ثقيل على مروحية أميركية في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء عمليات القرصنة في القرن الأفريقي.
وأكدت البحرية الأميركية في بيان لها أن أيا من العيارات النارية التي أطلقت لم تصب المروحية التي لم يقم طاقمها بالرد على مصادر النيران.
وأضاف البيان أن تسجيلات الرحلة -المخزنة على كاميرات المراقبة على متن الطائرة- أكدت قيام القراصنة بإطلاق النار على المروحية، وهي من طراز "أس.أتش.60.بي" تابعة لحاملة الطائرات تشانسيلرسفيل، كانت في مهمة مراقبة السفينة التايوانية المختطفة.
وكان القراصنة قد اختطفوا السفينة التايوانية "وين فار" في السادس من أبريل/نيسان الماضي وعلى متنها أكثر من مائة شخص، وتعتقد البحرية الأميركية أنهم يستخدمونها حاليا كقاعدة عائمة لنشاطاتهم بحيث تنطلق منها الزوارق السريعة لمهاجمة السفن العابرة.