20110721
الجزيرة
أدانت قوى سياسية ليبية من مختلف التوجهات انعقاد مؤتمر الفدرالية من أجل الوحدة الوطنية أمس بمدينة بنغازي، بحجة أن التوقيت يصب في مصلحة العقيد معمر القذافي وحده.
ونظمت القوى مساء أمس الأربعاء وقفة أمام فندق تيبستي -مقر إقامة الصحفيين الأجانب والبعثات الدبلوماسية- مؤكدة في بيان -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- احتجاجها على انعقاد المؤتمر الذي أحيط بقدر كبير من السرية والإجراءات الصارمة سواء من حيث بطاقات الدعوة أو إجراءات الدخول، بحيث تعذر على أي شخص المشاركة في النقاش، أو الحضور ما لم يكن مدعوًا بالاسم.
ورأى المشاركون في الاحتجاج أنه "لا يحق لأي كان النيابة عن بقية الشعب، الذي لا يزال معظمه واقعا تحت قبضة القذافي، تحديد طبيعة النظام السياسي أو حتى الإداري عبر تجمع قبلي".
وأكدوا أن طرح الفكرة الآن، وفي هذه الظروف يرسل رسائل سياسية ضارة وشديدة الخطورة إلى الليبيين في المناطق المحاصرة، ويعمق روح الانقسام التي يحاول القذافي جاهدا زرعها بين المواطنين.
واعتبر المشاركون مؤتمرا كهذا –بغض النظر عن نوايا منظميه- يصب في مصلحة القذافي، ويضر بأحد ثوابت ثورة 17 فبراير، وهي وحدة التراب الليبي.
وذكروا أنه وبعد تحرير الأراضي الليبية يحق لليبيين الاتفاق على ما يريدون، مشيرين إلى أن الدولة المدنية التي يموت الآلاف من أجلها حتى هذه اللحظة، هي دولة المؤسسات المدنية، رافضين إقحام القبائل في العمل السياسي.
ودعا البيان إلى التحلي بروح المسؤولية تجاه القضايا "الحساسة" وعدم استباق الأمور وتقرير مصير جزء بشكل منفرد.
مكاسب شخصية
وقال الناشط السياسي إدريس بن الطيب في تصريح للجزيرة نت إن الشخصيات المنظمة لمؤتمر "اتحاد الفدرالية" كانت في السابق محسوبة على اللجان الثورية.
ووصف ابن الطيب انعقاد المؤتمر الأول بأنه "محاولة شديدة العبث بمصير الوطن"، ورفض اتهام المنظمين بأن لهم صلة بنظام القذافي الآن، لكنه يعتقد أن المؤتمر نُظِّم لتحقيق مكاسب شخصية.
ورفض القيادي في "اتحاد ثوار ليبيا" نوري العبار في تصريحه للجزيرة نت، الحديث عن فدرالية قبلية في وقت لا يزال فيه ثلثا البلاد غير محرر.
وأوضح قائلا إن الشعب الليبي هو من يقرر شكل دولته المستقبلية دون غيره، معتبرا المؤتمر الأول بشأن الفدرالية "خطوة استباقية ومغالطة فكرية وسياسية مكشوفة".
دفاع
ودافع أبو بكر بعيرة -أحد منظمي مؤتمر الفدرالية- عن طرحهم السياسي، مؤكدا أن الحضور الكبير من جميع المناطق "المحررة" وقبائل الطوارق والتبو دعم للمؤتمر.
ونفى بعيرة أي علاقة للمؤتمر بأجندة قبلية، لكنه استدرك قائلا إن المواطن الليبي إذا لم ينتم إلى قبيلة يثير ذلك شكوكا في أصوله.
وأوضح أن الفدرالية تعني وضع الضوابط على السلطة المركزية في علاقاتها مع الأقاليم المختلفة، وأن الهدف من المؤتمر هو اختيار نوع حكم مناسب لظروف الشعب الليبي.
وقال إنه ومن خلال استقراء التاريخ يتضح أن أفضل مرحلة تمتع فيها الشعب بحكم مستقر وناجح كان خلال الفدرالية الأولى بين 1951 و1963، رافضا بشدة ربط المؤتمر بمخططات القذافي، ومؤكدا أن نظام الأخير يعمل بعكس النظام الفدرالي.
ودعا بعيرة إلى تغيير ثقافة الشعب التي وصفها بـ"السلبية" والتي كانت سائدة خلال العقود الماضية في مجالات السياسة. وأشار إلى بيان صادر عنهم يؤكد دعمهم ثورة 17 فبراير والمجلس االوطني الانتقالي في ليبيا.