20110721
الجزيرة
قدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاحتياجات العاجلة لمواجهة أسوأ موجة جفاف تضرب الصومال منذ عشرين سنة بـ1.8 مليار دولار، في وقت تواصلت التحذيرات بخطورة الأزمة وبتداعيتها على المناطق المجاورة.
وأوضح بان خلال ندوة صحفية عقب إعلان الأمم المتحدة المجاعة في منطقتين صوماليتين، أن البلد يشهد مستوى وفيات يومي "مرعب"، وأن أي تأخر في تقديم الإغاثة للسكان المتضررين سيتسبب في وقوع مزيد من الضحايا.
وأشار إلى أن أكثر من نصف سكان الصومال، أي ما يزيد عن 3.7 ملايين نسمة، في وضعية حرجة بسبب هذه الأزمة وهو ما يهدد بانعكاسات لا تخص الصومال وحده بل ستمتد إلى المنطقة بأكملها.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس الأربعاء المجاعة في منطقتين جنوبي الصومال هما جنوب باكول ولاور شابيل، وحذرت من أنها يمكن أن تتفشى بسرعة إذا لم يتحرك المانحون.
ويتم إعلان المجاعة حين يكون معدل سوء التغذية بين الأطفال أكثر من 30% وحين يموت أكثر من شخصين من أصل عشرة آلاف يومياً بسبب الجوع، وحين لا يتمكن الناس من الوصول إلى الغذاء وغيره من الحاجات الأساسية.
وحذر المنسق الإنساني للأمم المتحدة للصومال مارك باودن من أن معدلات سوء التغذية في البلاد هي الآن الأعلى في العالم حيث تبلغ 505 حالات في بعض مناطق جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن معدل وفاة الأطفال تحت الخمس سنوات يتجاوز ستة لكل عشرة آلاف يومياً.
وأضاف إذا لم يتم التحرك الآن ستمتد المجاعة إلى جميع المناطق الثماني بجنوبي الصومال خلال شهرين بسبب نقص المحاصيل وانتشار الأمراض المعدية، وأشار إلى أن مئات آلاف الأطفال قضوا نتيجة أسباب تتعلق بسوء التغذية.
نقص الموارد
ونبّه باودن إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها جميع الموارد للغذاء والمياه النظيفة والمأوى والخدمات الصحية لإنقاذ حياة مئات الآلاف من الصوماليين الذين هم بأمس الحاجة.
وحذر من أن كل يوم تأخير بالمساعدة هو حرفياً مسألة حياة أو موت لأطفال وعائلاتهم بالمناطق التي تشهد مجاعة.
من جانبه أكد مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص للصومال جيري رولينغز أن أوضاع النازحين في مخيم بادبادو في مقديشو في غاية السوء وأن حالتهم ستزداد سوءا ويموت أعداد كبيرة منهم ما لم يحصلوا على مساعدات عاجلة، حسب قوله.
وأضاف رولينغز الذي زار المخيم أمس أن الأمر لا يحتمل التأجيل وأن الفرصة ما زالت سانحة لإنقاذ المتضررين، مطالبا دول العالم بتحمل مسؤولياتها وإرسال مواد غذائية على وجه السرعة إلى المحتاجين في مخيمات مقديشو.
وفر زهاء 135 ألف صومالي منذ يناير/كانون الثاني معظمهم إلى كينيا وإثيوبيا ويصل 1700 صومالي يوميا في المتوسط إلى إثيوبيا و1300 آخرين في المتوسط إلى كينبيا.
مسببات الأزمة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة الخاص بالصومال في نيروبي إن موجات جفاف متتالية ضربت الصومال في السنوات القليلة الماضية، وأكد أن النزاع المتواصل جعل من الصعب جداً للوكالات الدولية العمل هناك والوصول إلى السكان في جنوبي البلاد.
وقال بيان المكتب إن عدم تمكّن وكالات الغوث من العمل في جنوبي الصومال منذ مطلع العام 2010 منعت الأمم المتحدة من الوصول إلى الأكثر جوعاً بخاصة الأطفال وساهمت في الأزمة الحالية.
ورفعت حركة الشباب المجاهدين حظرا كانت تفرضه على المعونات الغذائية منذ سنة 2010، وأشار محللون إلى أن الحركة سمحت بدخول المساعدات خوفا من رد فعل شعبي غاضب بينما قال آخرون إن أعضاء الحركة يسعون للحصول على رشى.
واتهمت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية بالأمم المتحدة سوزان رايس جماعة الشباب بالتسبب في تفاقم المشكلة لأنها منعت من إيصال المساعدات بشكل كاف للمنطق المتضررة، وفي حال سماحها بذلك فإنها تفرض رسوما على ذلك وتقوم بالاعتداء واختطاف وقتل العاملين في هذا المجال.