20110722
الجزيرة
شن ثوار ليبيا هجوما على مقر يجتمع فيه مسؤولون حكوميون في حي الأندلس بوسط العاصمة طرابلس، في وقت يسود هدوء نسبي مدينة البريقة شرق البلاد فيما أكد العقيد الليبي معمر القذافي أنه لن يتفاوض مع الثوار.
وعلمت الجزيرة أن الهجوم الذي استهدف مسؤولين حكوميين تم تنفيذه بقذيفة مضادة للدبابات, وأفاد شاهد عيان في حديث هاتفي مع الجزيرة بأن الهجوم استهدف إحدى غرف العمليات التي يستخدمها رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي لمتابعة المعارك ضد الثوار.
وأضاف الشاهد، الذي قدم نفسه باسم أبو بكر طرابلسي، أن هناك تخطيطا مسبقا للهجوم تم من خلاله رصد تحركات عبد الله السنوسي عبر مختلف غرف العمليات التي يستعملها لمتابعة الأوضاع المضطربة في مختلف أنحاء البلاد.
وأوضح المتحدث أن العملية تمت في حدود الساعة 12 و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، ورجح أن الهجوم تم بنجاح واستحال عليه البقاء في عين المكان مما حال دون معرفة ما حصل للمسؤول الليبي المستهدف.
هدوء بالبريقة
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة أنس بن صالح متحدثا من مدينة أجدابيا (شرق البريقة) بأن نوعا من الهدوء الحذر يسود أطراف البريقة، وأن الثوار يطوقونها بعد أن حصلوا على كاسحات ألغام من شأنها أن تساعدهم على إزالة الألغام التي زرعتها كتائب العقيد القذافي.
وأضاف مراسل الجزيرة في البريقة أن الثوار يحظون بدعم شعبي واسع في المنطقة الشرقية من البريقة، في حين تسود حالة من انهيار المعنويات صفوف عناصر الكتائب الذين تفيد بعض الأنباء بأنهم "يستعملون نحو 150 عائلة من سكان البريقة دروعا بشرية".
وكان الثوار قد تقدموا الأربعاء إلى المنطقة الصناعية في البريقة وخاضوا معارك طاحنة مع كتائب القذافي، في حين ساد هدوء حذر البوابة الجنوبية للمدينة التي قال الثوار إنهم طوقوها من ثلاث جهات.
وفي معرض تعليقه على مستجدات الصراع العسكري، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرسن فوغ راسموسن الأربعاء إن قوات المعارضة تحقق تقدما في ليبيا وإنه يتوقع أن تنضم وحدات المعارضة في شرقي البلاد وغربيها معا استعدادا للهجوم على طرابلس.
وقد طلب الثوار الليبيون من فرنسا إمدادهم بمزيد من السلاح لاستعماله في اقتحام العاصمة طرابلس خلال أيام.
وقدم هذا الطلب وفد من القادة العسكريين لثوار مدينة مصراتة (حوالي 200 كيلومتر شرق طرابلس) في اجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاصمة الفرنسية. وقال أعضاء الوفد بعد اللقاء إن بإمكانهم مع قليل من المساعدة الوصول إلى طرابلس في وقت قصير.
طلب الحوار
في الأثناء قالت مصادر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنها تلقت دعوة من نظام العقيد معمر القذافي للدخول في حوار سياسي لحل الصراع المسلح الذي تشهده البلاد. يأتي هذا رغم إعلان القذافي أنه لن يتفاوض مع المعارضة حتى يوم الدين على حد قوله. وقالت المصادر إن طرابلس تقترح أن يجري الحوار في القاهرة لكن مصادر المجلس الانتقالي اشترطت للحوار رحيل القذافي والاتفاق مع حكومته على صون دماء الليبيين وتجنيب العاصمة طرابلس الدمار.
وكان وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي قد أرسل من موسكو دعوة للحوار مع الثوار مستبعدا فكرة تنحي القذافي عن الحكم، لكن القذافي نفسه رفض إجراء أي مفاوضات مع المجلس الوطني الانتقالي بشأن مستقبل البلاد.
وقال متحدثا لحشد من أنصاره في سرت إنه لن تكون هناك أي محادثات بينه وبينهم "إلى يوم الدين".
كما حث العقيد زعماء قبائل وعشائر مدينة مصراتة على القتال لاستعادة هذه المدينة من أيدي المعارضة المسلحة التي أبعدت قواته عن المدينة بعد أكثر من أربعة أشهر من القتال.
وعرض التلفزيون الليبي لقطات للقذافي وهو يعقد اجتماعا بمركز مؤتمرات بطرابلس مع وجهاء من مصراتة، وهو يحثهم على التحرك والزحف على المدينة حتى ولو لم يكن لديهم السلاح لمواجهة المعارضين.