20110722
الجزيرة
قال الثوار الليبيون إن مئات الآلاف من الألغام وهجوما مضادا شرسا من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تبطئ محاولاتهم للاستيلاء على البريقة وزليتن، وكشف أحد قادة الثوار عن إرسال مجموعة من المقاتلين المدربين للقيام بعمليات ضد نظام القذافي في طرابلس.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري العقيد أحمد باني إنه يتوقع تقدما في البريقة شرق المدينة خلال بضعة أيام وفي مدينة زليتن خلال يومين بعد أن تقدم الثوار إلى أطراف المدينة.
وأكد في مقابلة مع رويترز في بنغازي أن الثوار يتقدمون ببطء ويقومون بإزالة الألغام، مشيرا إلى أن سقوط البريقة هو نهاية النظام.
وأكد باني أن عدد الألغام التي زرعت حول البريقة يقدر بنحو 400 ألف لغم وأضاف أن الثوار -ومعظمهم من المتطوعين الذين ليست لديهم خبرة عسكرية- يعملون على إزالتها دون أي مساعدة تقريبا من متخصصين.
وقال باني إن الثوار يقفون الآن على بعد نحو عشرين كيلومترا من أطراف البريقة لكن قوات القذافي لا تزال تسيطر على المدينة ومنشآتها النفطية، فيما يتحصن الثوار شرقي وجنوبي البريقة.
وقال متحدث باسم الثوار في زليتن على الطريق الساحلي على بعد 160 كيلومترا شرق العاصمة إن القوات الموالية للقذافي تعززها دبابات حاصرت الثوار الذين استولوا على منطقة سوق الثلاثاء المجاورة أول أمس.
وقال في رسالة في موقع على الإنترنت نقلتها رويترز إن الجنود دمروا المنازل بقذائف الدبابات، مشيرا إلى أن الكتائب لا تزال ترهب العائلات وتمشط القرى والأحياء وتشيع الفزع في المنطقة كلها.
وعرض التلفزيون الرسمي ما قال إنها صور جديدة من زليتن والبريقة في محاولة لإظهار أن المدينتين ما زالتا تحت سيطرة طرابلس، وفي زليتن ظهر العشرات من أنصار القذافي وهم يرددون شعارات التأييد له.
ضربات الناتو
من جانب آخر كثف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضرباته لمنطقة زليتن أمس الخميس وسمع دوي العديد من الانفجارات في شرقي المدينة بعد ظهر أمس وشوهدت أعمدة دخان تنطلق من تلك الأماكن، حسب ما شاهده مراسل فرانس برس الذي كان مرافقا لوفد رافقته السلطات الليبية إلى المنطقة.
وقال الناتو إنه دمر 13 هدفا عسكريا في زليتن تضم مركز قيادة ومخازن، فيما أكد التلفزيون الليبي أن الغارات استهدفت مخزنا للمواد الغذائية وأوقعت عددا من الضحايا من المدنيين، وأوضح مصدر طبي للفرنسية أن الغارات أوقعت ثمانين مصابا.
وأشار التلفزيون إلى أن الغارات استهدفت مناطق عسكرية ومدنية في الخمس (40 كم غرب زليتن) وسرت.
وخلال زيارتهم لمستشفى المدينة تمكن الصحفيون من زيارة أربع غرف لمصابين قالوا إنهم ضحايا لغارات الناتو وخاصة تلك التي استهدفت منطقة سوق الثلاثاء شرقي المدينة.
استهداف طرابلس
من جانب آخر قال أحد قادة المجلس العسكري للثوار فوزي بوكتف إنهم أرسلوا مجموعة من الأفراد المدربين والمسلحين للقيام بعمليات ضد نظام معمر القذافي في طرابلس.
وأوضح بوكتف لفرانس برس أن المقاتلين سيقومون بعملهم في إطار مجموعات صغيرة وذلك بعد أن تلقوا تدريبا في بنغازي وتم تزويدهم بالأسلحة والذخيرة.
وأشار إلى أن العملية تهدف إلى "قلب الطاولة" على القذافي بعد أن كان الخوف في السابق من مندسين في معاقل الثوار خاصة بعد عدد من العمليات التي تمت بواسطة سيارات مفخخة واستهدفت ضرب استقرار بنغازي.
وأكد بوكتف أنه لا علم له بالعملية التي تمت أمس في طرابلس غير أنه أشار إلى أنهم يستهدفون القيام بمثل هذه العمليات.
وكان الثوار قد شنوا هجوما على مقر يجتمع فيه مسؤولون حكوميون في حي الأندلس بوسط العاصمة طرابلس، وأفاد شاهد عيان في حديث هاتفي مع الجزيرة بأن الهجوم استهدف إحدى غرف العمليات التي يستخدمها رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي لمتابعة المعارك ضد الثوار.
القصف في رمضان
من جانب آخر قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الأمن الدولي جيرالد هاوارث إنه لن يكون هناك توقف في الحرب بمناسبة شهر رمضان.
وأضاف "لن تتوقف أنشطة التحالف لحماية شعب ليبيا سيكون سلوكا ينم عن عدم المسؤولية إذا أعطينا للقذافي أي مبرر لارتكاب الأعمال الوحشية التي قام بها في السابق".
ومنذ تولى حلف شمال الأطلسي قيادة الضربات الجوية في 31 مارس/آذار نفذت طائراته 15 ألفا و904 طلعات من بينها خمسة آلاف و995 طلعة قصف.
وتقوم 17 سفينة تحت قيادة الناتو بدوريات في وسط البحر المتوسط لتطبيق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة، ومنذ بدء حظر السلاح طلب من ألف و839 سفينة تحديد وجهتها وحمولتها وتم اعتلاء 179 سفينة وتم تغيير وجهة تسع سفن.