يشارك أكثر من 43 رئيس دولة وحكومة أفريقية إلى جانب عدد من المراقبين والضيوف العرب والأجانب في القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقي التي تبدأ أعمالها الاثنين في العاصمة الليبية طرابلس. وتتزامن القمة مع احتفالات ليبيا بالعيد الأربعين لثورة الفاتح التي أوصلت الزعيم الليبي معمر القذافي إلى السلطة.
وستبحث قمة طرابلس النزاعات في دارفور والجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في السودان، والتوتر بين تشاد والسودان، والوضع في الصومال وفي منطقة البحيرات العظمى، إلى جانب التطورات الأخيرة لأزمتي غينيا ومدغشقر.
كما سيبحث خلالها أيضا التغيرات المناخية، وذلك قبل القمة العالمية بشأن البيئة المقرر عقدها في كوبنهاغن في ديسمبر/كانون الأول المقبل، التي يتوقع أن يطالب خلالها الاتحاد الأفريقي الدول الصناعية بتعويضات لانعكاسات التغيرات المناخية على القارة الأفريقية.
وقال الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل الذي يشارك في هذه القمة إن موضوع حل النزاعات في أفريقيا أصبح ذا أولوية للقادة الأفارقة بهدف التفرغ لجهود التنمية في أفريقيا.
كما أشار إلى أن لجنة أفريقية تتشكل من 10 دول بينها الجزائر ستقوم بصياغة الموقف الأفريقي الذي سيطرح في قمة كوبنهاغن حول التحولات المناخية.
وأكدت الجزائر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيشارك في القمة الأفريقية. كما يشارك فيها أيضا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية إن بن علي سيشارك أيضا في احتفالات الشعب الليبي بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول.
برلسكوني يصل
على صعيد متصل، وصل رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إلى ليبيا بعد ظهر الأحد. وذكرت وكالة أنباء الجماهيرية الليبية (جانا) إنه سيحضر لأول مرة احتفالات ثورة الفاتح الليبية، لكن هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ذكرت أن برلسكوني لن يحضر تلك الفعاليات.
ووصل برلسكوني إلى ليبيا رغم الاحتجاجات الدولية، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا، بشأن الاستقبال الحافل الذي لقيه في طرابلس عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة "بان أميركان" فوق بلدة لوكربي عقب إفراج السلطات الأسكتلندية عنه لظروفه الصحية.
ويرافق برلسكوني وفد برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي لامبرتو ديني الذي عبر عن إيمانه بأن العلاقات القوية بين ليبيا وإيطاليا سوف تنعكس في مستقبل أفضل ليس على المستوى الاقتصادي فحسب ولكن في المجالات الاجتماعية والثقافية أيضا.
وبموجب معاهدة الصداقة التي وقعت بين روما وطرابلس في أغسطس/آب العام الماضي تعهدت الحكومة الإيطالية باستثمار حوالي خمسة مليارات دولار في ليبيا على مدى الـ25 عاما المقبلة تعويضا عن الحقبة الاستعمارية.
وتعد إيطاليا الشريك التجاري الرئيس لليبيا، في حين أن ليبيا أكبر مورد للنفط الخام إلى إيطاليا. وتملك ليبيا حاليا حصة في ثاني اكبر بنك في إيطاليا "يونيكريدت" وشركة "فيات" العملاقة لصناعة السيارات.
وأعربت طرابلس عن اهتمامها بتعزيز حجم استثماراتها في الشركات الإيطالية الرئيسة، بما في ذلك بعض الشركات التي تعاني جراء الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية.