20110804
الجزيرة
زراعة مخدرات، تهريب أفارقة، سلاح غير مرخص، هي باختصار أبرز المخاطر التي تجسد انفلاتا أمنيا تعاني منه شبه جزيرة سيناء، أو أرض الفيروز كما يحلو لكثيرين تسميتها. وكان أبرز تجليات ذلك الانفلات الأمني محاولة اقتحام قسم ثان العريش الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل ضابطي شرطة وجيش وثلاثة مدنيين، وإصابة 18 بينهم 12 جنديا.
يقول الشاب طارق عيد من بدو سيناء "أنا معاق، وليس لي مصدر رزق، قدمت طلبات عمل ثلاث مرات دون جدوى، كما أنني متزوج من اثنتين، وعندي عيال كثيرون، لذا لجأت إلى زراعة البانغو في نصف فدان بأرضي، مثلما فعل بعض شباب القبائل".
وتابع قائلا "رغم أنني أحصد 200 كيلو من البانغو في الزرعة الواحدة التي تستمر مائة يوم، وأبيع الكيلو بمائتي جنيه، فإنني أتمنى أن أجد رزقا حلالا، حتى لو عشرين جنيها كل يوم".
ويوجد في سيناء 3313 فدانا مزروعا بمختلف أنواع المخدرات، حسب دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث الجنائية.
وكان أكثر من 400 بدوى مسلحين بأسلحة ثقيلة حاصروا ميناء نويبع يوم 27 يوليو/تموز الماضي للإفراج عن شحنة حشيش ضبطت، لكن وحدات الجيش أحبطت مسعاهم.
تهريب بشر
ثاني الأخطار التي تهدد الاستقرار الأمني في سيناء هو عمليات تهريب الأفارقة إلى داخل إسرائيل.
"فتهريب الأفارقة يتم على قدم وساق، كما يقول الشاب البدوي محمد، وهو يقود سيارته البيضاء رباعية الدفع، ثم يخرج من جيبه هاتفا محمولا بشريحة برتقالية اللون، يقول إنها إسرائيلية، ثم يجرى اتصالا بمجندة إسرائيلية على الطرف الآخر.
محمد قال للجزيرة نت "الإسرائيليون كسبوا قلوب الأفارقة بحسن معاملتهم للهاربين، بينما السلطات المصرية تتركهم يجوبون البلاد ثم تقتلهم على بعد أمتار من الحدود".
ويذكر تقرير لجمعية الجيل الجديد لحقوق الإنسان بشمال سيناء أن تهريب اللاجئين يبدأ من الحدود السودانية المصرية من قبل عصابات منظمة تستغل اللاجئين أيضا في بيع أعضائهم بعيادات متنقلة.
شفا حرب أهلية
ثمة تقارير محلية تشير إلى أن سوق الأسلحة انتعش بسيناء في ظل غياب الشرطة بعد الثورة، مما أدى إلى سرقة أكثر من 500 سيارة، ووقوع حوادث سطو مسلح بالجملة.
ولا يملك رئيس جمعية رجال الأعمال بشمال سيناء محمود الرفاعي إزاء ذلك سوى أن يستغيث بالمسؤولين قائلا "سيناء مطمع، والموساد يلعب فيها، لذا أنقذوها من الضياع.. فأملاكنا وأعراضنا معرضة للخطر من قبل البلطجية".
أما المتحدث باسم قبيلة السواركة الشيخ خلف سليم المنيعي فيقول "لا أبالغ إذا قلت إننا على شفا حرب أهلية في سيناء بسبب مجموعة من الخارجين عن القانون، وأصحاب السوابق، الذين روعوا الآمنين، ونشروا الخوف بين المواطنين".
ويحذر المنيعي من أن استمرار هذا الوضع يهدد الأمن العام، ويجلب فتنا سيحترق بلهيبها الجميع.
من جهته يقول القاطن بمنطقة الشيخ زويد الحدودية عبد الرحمن أبو ملحوس "إذا لم تتم تقوية الوجود الأمني وممارسة الجيش لصلاحياته، فستتحول سيناء إلى مزرعة للإرهاب".
وكانت وزارة الداخلية والمجلس العسكري قد أطلقا مبادرة لتسليم الأسلحة انتهت في يونيو/حزيران الماضي، لكن الاستجابة لها كانت ضعيفة، إذ تم تسليم نحو 3000 قطعة فقط من 16500 قطعة تم الاستيلاء عليها من أقسام الشرطة أثناء الثورة.