وكالة الانباء الصحراوية:
دعا رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، السيد محمد عبد العزيز، الأمم المتحدة إلى ضرورة إيجاد الضمانات الكافية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة وان تحمل مسؤولياتها الكاملة أمام الانتهاكات المغربية الخطيرة لحقوق الإنسان التي أصبحت تهدد جهود الأمم المتحدة الأخيرة لحل النزاع في الصحراء الغربية
وجدد رئيس الجمهورية في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ،مطالبة جبهة البوليساريو بضرورة إيجاد الضمانات الكافية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة في انتظار استكمال تصفية الاستعمار منها ،مطالبا بإطلاق سراح المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان النعمة أصفاري وكافة المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين لدى الدولة المغربية
وفيما يلي النص الكامل للرسالة
بئر لحلو، 29 أغسطس 2009
السيد بان كي مون،
الامين العام للأمم المتحدة،
نيو يورك
السيد الأمين العام،
بعد أن كنا قد لقتنا لنتباهكم، منذ أقل من أسبوعين، في رسالتنا المؤرخة بـ 18 أغسطس 2009، إلى قيام السلطات المغربية بالاعتقال التعسفي، يوم 14 أغسطس 2009، في حق الناشط الحقوقي الصحراوي النعمة الأسفاري، ها نحن نكتب إليكم لننقل إليكم بالغ انشغالنا وعميق قلقنا إزاء التطورات الخطيرة التي شهدتها هذه القضية
إذ لم تكتف السلطات المغربية بما أوردناه في مراسلتنا تلك من شتى صنوف سوء المعاملة والإهانة، بل إنها، وبتاريخ 27 أغسطس 2009، وإمعاناً منها في في انتهاكها لحقوق الإنسان الصحراوي عموماً، ولحقوق هذا الناشط الحقوقي خصوصاً، حكمت عليه بأربعة أشهر سجناً نافذة، بعد محاكمة صورية غابت عنها جل الشروط الضرورية لمحاكمة عادلة، وهو الغياب الفاضح الذي سبق وأدى إلى تأجيلها يوم 24 أغسطس الماضي
إن الحجج المفبركة التي لا أساس لها من الصحة التي وُجـِّهت إلى هذا الناشط الحقوقي الصحراوي، إنما تخفي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه العملية، والتي هي أسباب سياسية بامتياز، لكونه يجاهر بافكاره السياسية التي تتجلى، على الخصوص، في تمسكه بحق الشعب الصحراوي، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير، انطلاقاً من ميثاق وقرارات الأمم المتحدة
وإضافة إلى كل ذلك، فقد جرت المحاكمة في ظل أجواء من قمع الحريات والحصار البوليسي الشديد، الذي راح ضحيته عدد من النشطاء الحقوقيين الصحراويين القادمين من الأراضي الصحراوية المحتلة، وذلك بمركز المراقبة التابع للشرطة المغربية غرب مدينة طانطان، جنوب المغرب. فقد تم اعتقال هؤلاء النشطاء لمدة تزيد على 9 ساعات، كانت كافية لحرمانهم من حضور أطوار المحاكمة
ويتعلق الأمر بكل إبراهيم دحان و إبراهيم الصبار و سلطانة خيا و أحمد السباعي و محمد ميارة والبشير خدا و حسن الداه و حسنة اعلية و سيدي السباعي و لحبيب الكاسمي، بينما تم اعتقال يحظيه التروزي وسط المدينة
السيد الأمين العام،
إن أشكال القمع والترهيب التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي في حق المواطنين الصحراويين المسالمين في المدة الأخيرة قد أخذت في التزايد، وخصوصاً في حق النشطاء الحقوقيين الصحراويين، انتقاماً من عملهم النبيل المتمثل في فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية في حق الإنسان الصحراوي، سواء في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية أو في جنوب المغرب أو في مواقع تواجده داخل التراب المغربي
وإن سياسة تلفيق التهم وتنظيم المحاكمات الصورية وإصدار وتنفيذ الأحكام القاسية والجائرة والاعتقالات التعسفية وممارسة شتى أنواع الترهيب والتخويف هي محاولة جديدة لتكميم الأفواه، تمثل قمعاً صارخاً لحريات التعبير والتنقل والتجمهر، لثني الصحراويين عموماً، والنشطاء الحقوقيين خصوصاً، عن التعبير عن مواقفهم وآرائهم بصورة سلمية وحضارية
ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى متفرجاً أمام خرق الحكومة المغربية السافر والمتواصل لمقتضيات القانون الدولي الإنساني. ولا يمكن مطلقاً الحديث عن مناخ الثقة والحوار في أجواء تطبعها الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي من طرف الحكومة المغربية. إن جهود الأمم المتحدة الخيرة من أجل إيجاد حل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية، يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، ستبقى مهددة دائماً، ما لم تتوقف الحكومة المغربية عن هكذا ممارسات
وبهذا المناسبة، فإننا نجدد لكم مطالبتنا بضرورة إيجاد الضمانات الكافية لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة، وضرورة أن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها الكاملة في هذا السياق، باعتبار الإقليم تابع لها، في انتظار استكمال مهمتها في تصفية الاستعمار منه
إننا نطالبكم بالتدخل العاجل لإطلاق سراح الناشط الحقوقي النعمة الأسفاري، وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 500 مفقود مدني و151 أسير حرب صحراويين لدى الدولة المغربية
وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام
محمد عبد العزيز،
الامين العام لجبهة البوليساريو(واص)