20110808
الجزيره
نفى الثوار في ليبيا خبر استعادة كتائب العقيد معمر القذافي السيطرة على بلدة بئر الغنم القريبة من العاصمة طرابلس، الذي أعلنه رئيس الوزراء البغدادي المحمودي. في الأثناء تواصلت المعارك في محيط زليتن شرق طرابلس، كما تحدث الثوار عن بدئهم هجوما للسيطرة على مدينة البريقة الإستراتيجية.
وأكد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أن بئر الغنم، البلدة الإستراتيجية الواقعة على بعد 80 كلم جنوب غرب طرابلس، كانت حتى مساء أمس الأحد لا تزال في أيدي الثوار، وذلك خلافا لما أعلنه النظام من استعادة السيطرة عليها.
وقال المراسل مساء أمس من بئر الغنم إن البلدة تحت سيطرة الثوار والوضع فيها هادئ، وذلك بعدما كان أعلن النظام الليبي في وقت سابق الأحد أنها "تحت سيطرته الكاملة".
وحسب المراسل فإن الثوار يسيطرون على نقاط التفتيش في بئر الغنم وليس هناك أي إطلاق نار، مشيرا إلى أن طائرات الناتو كانت تحلق في وقت متأخر مساء الأحد في سماء المنطقة.
وكان المحمودي قال أمس في مؤتمر صحفي في طرابلس إن كتائب القذافي استرجعت بئم الغنم التي تبعد 80 كلم عن طرابلس، مقرا بأن مقاتلي المعارضة سيطروا عليها أمس الأول بدعم جوي من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتحدث المحمودي عن بلدة باتت "تحت السيطرة التامة" للنظام، وندد بتكثيف الناتو غاراته، قائلا إنه "لم يعد يميز بين مواقع مدنية وعسكرية".
كما انتقد المحمودي المجلس الوطني الانتقالي والوضع الأمني شرق البلاد، حيث "القرار والقوات الفعلية على الأرض خاضعة لمجموعات إسلامية متطرفة". وتحدى المجلس الانتقالي أن يلتئم مرة واحدة في رمضان، فأغلب أعضائه كما قال غادروا البلاد.
وكان المحمودي قال إن قوات التحالف تساعد الثوار على التقدم إلى المدن، لكن الموالين للنظام يصدونهم عنها.
زليتن والبريقة
وكانت المعارك قد تواصلت الأحد في محيط زليتن (شرق طرابلس) حيث واجه الثوار هجوما مضادا من كتائب القذافي واتخذوا "موقعا دفاعيا" على خط الجبهة ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة 15.
وقال المتحدث باسم الثوار في زليتن، المدينة الساحلية القريبة من مصراتة، عبد الوهاب مليتن إن ثوار البلدة "تنقصهم الذخائر ليتمكنوا من التقدم، لا نريد المخاطرة بخسارة مواقع".
وفي البريقة شرقا تحدث ناطق باسم الثوار أمس عن هجوم بُدئ فيه للسيطرة على المدينة الواقعة 750 إلى الشرق من طرابلس، وعن "حركة كبيرة على كل الجبهات" في اتجاه الميناء النفطي الإستراتيجي الذي ظلت المعارك عند مشارفه سجالا منذ أشهر.
وعزا المتحدث تقدم الثوار البطيء على جبهة البريقة نحو المدينة إلى حرص الثوار على ألا يفقدوا أيا من رفاقهم، علما بأن الثوار تحدثوا سابقا عن حقول ألغام كبيرة تحيط بالمدينة.
وشن الناتو أمس الأول غارات على مصب البريقة النفطي الذي تحول إلى خط دفاع لكتائب القذافي كما أفاد تقرير للحلف.
جيش وطني
وفي بنغازي اعتبر فوزي بوكتاف، وهو أحد أبرز قادة الثوار العسكريين، أنه "من السابق لأوانه" إنشاء "جيش وطني" بينما لا تزال الحرب دائرة مع نظام القذافي.
وهذا المهندس السابق في قطاع النفط يقود ميدانيا "اتحاد القوى الثورية" الذي يجمع ثلاثين "كتيبة" مقاتلين متطوعين على الجبهة. وهو أيضا مساعد وزير الدفاع في المجلس الانتقالي.
ومنذ بداية الثورة المسلحة ضد نظام القذافي في فبراير/شباط، يمكن تصنيف الثوار في فئتين، هما فئة الجنود المنشقين عن القذافي وانضموا إلى الثورة، وفئة المتطوعين المدنيين في عدة كتائب تشكل اليوم القوة الضاربة للثوار.
وعلى الصعيد الإنساني تزداد الظروف صعوبة بالنسبة إلى سكان طرابلس الذين يعانون من نقص حاد في الوقود منذ شهور وبات عليهم التعايش مع انقطاعات مكثفة للكهرباء والمياه.