20110811
الجزيرة
يستعد صوفيو مصر -في مسعى منهم لشغل جزء من مساحة الفراغ الواسعة التي خلفها رحيل الرئيس حسني مبارك- للانخراط بشكل أكبر في الشأن السياسي العام، حيث قررت بعض طرقهم الكبرى المشاركة غدا في مليونية عن "حب مصر" في حين تقدموا بإخطار لتأسيس سياسي وينوون إنشاء فضائية.
وبعد تأرجح قررت الطريقة العزمية (إحدى أكبر الطرق الصوفية) المشاركة في جمعة الغد، وبدأت في حشد أنصارها للحضور، بعد أن رفض شبابها تأجيلها إلى جمعة 19 أغسطس/ آب، وهو التأجيل الذي أعلنته 28 قوة مدنية لاستكمال الترتيبات.
وصرح شيخ الطريقة العزمية علاء الدين أبو العزائم للجزيرة نت بأن المشاركين سيتجمعون بدون لافتات ولا رايات، وأن الاعتصام سيستمر من الساعة الخامسة حتى الثانية عشرة ليلا ويتخلله إفطار وصلوات وكلمات تدعو للوحدة الوطنية وأناشيد دينية.
وكان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أعلن رفضه المشاركة في المظاهرة، معلنا أن الطرق الداعية لها لا تعد على أصابع اليد الواحدة.
لكن شيخ الطريقة العزمية –الذي دعا إلى تطهير الطرق الصوفية من الداخل- يصف ذلك بأنه موقف متخاذل من قادة المجلس الذين هم بحسبه "من فلول الحزب الوطني المنحل وموقفهم معروف في ممالأة النظام السابق". وأعرب عن أمله في أن يشارك بالاحتفالية ما لا يقل عن مائة ألف.
حزب وفضائية
وفي نفس السياق قدم الصوفيون إخطارا بـ"حزب التحرير المصري" إلى لجنة شؤون الأحزاب. ووفق رئيس الحزب إبراهيم زهران فإن من الضروري للصوفيين أن يحصلوا على منبر سياسي للتعبير عنهم.
وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن من أولويات الحزب استرجاع هُوية الشعب المصري ومواجهة الغزو الخارجي القادم من كل الاتجاهات وتأييد الاقتصاد الحر الموجه وإقامة مجتمع ديمقراطي، مشيرا إلى أن من بين مؤسسي الحزب أقباطا ونوبيين وأرمن وأمازيغ.
وعلى الصعيد الإعلامي يقول عبد الحليم الحسيني رئيس تحرير مجلة "الإسلام وطن" الناطقة بلسان الصوفيين إنهم بصدد إنشاء قناة فضائية خاصة بهم، رغم عدم توفر التمويل اللازم لذلك حاليا.
ويرى الناشط الصوفي الدكتور رياض نوفل أن "الطرق الصوفية ستُعنى بتقديم ممارسة سياسية ذات أخلاق وستدفع بالزاهدين في الدنيا إلى المناصب القيادية بدلا من الفئة الضالة التي أفسدت مصر خلال أيام النظام البائد" وذلك اقتداء بالتجربتين التركية والماليزية اللتين أسهم فيهما الصوفيون كما يقول.
مواجهة الإخوان
ويعتبر الباحث السياسي والخبير في الشأن الصوفي الدكتور عمار علي حسن أن الطرق الصوفية في مصر كانت دوما ذات علاقة بالممارسة السياسية وأنها مثلت قبل ثورة 1952 كنزا لأحزاب اعتمدت على تصويت أفرادها لها، في حين استخدمها النظام بعد 1952 لتبرير سياساته وتعزيز شرعيته في مواجهة الخطاب الديني للإخوان المسلمين.
ويضيف للجزيرة نت أن الرغبة تتملك الآن هذه الطرق من أجل أداء دور سياسي مباشر كما فعلت الطريقة العزمية التي شاركت في ثورة 25 يناير ومن قبل ذلك في ثورة 1919 وأرسلت كتيبة قاتلت إلى جانب الإخوان في حرب 1948 وامتلكت مطبعة لطباعة منشوراتها ضد الاحتلال الإنجليزي.
ووفقا لعمار علي حسن فإن الصوفيين -مثل السلفيين رغم عدائهما الشديد- ارتبطا بعلاقة وطيدة مع جهاز أمن الدولة في عهد النظام البائد الذي كان يستخدم العلاقة مع الطرفين لمواجهة مشروع الإخوان.