20110811
الجزيرة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة طرفيْ النزاع في ليبيا إلى الإسراع في تحقيق تقدم على طريق تحقيق حل تفاوضي، في وقت أرسلت فيه طرابلس مبعوثيْن رفيعين إلى موريتانيا واليونان وسط عقوبات أوروبية جديدة وحديث للثوار عن اختراق كبير في الجبل الغربي وفي البريقة شرقا.
وقال مكتب بان كي مون إن الأمين العام الأممي عبّر هاتفيا أمس لرئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي عن استيائه من "عدم تحقيق تقدم على الإطلاق في إيجاد حل سياسي" وحث كل الأطرف على الالتزام بالعملية السياسية، وأعرب عن قلقه لاستمرار سقوط القتلى وتدمير البنية التحتية.
وأضاف المكتب أن بان دعا رئيس الوزراء الليبي إلى الاستجابة لمقترحات مبعوثه عبد الإله الخطيب الذي يقود وساطة أممية في النزاع.
حراك دبلوماسي
وجاءت تصريحات بان في وقت أوفدت فيه طرابلس مبعوثيْن كبيرين أحدهما بشير صالح مدير مكتب القذافي الذي التقى في نواكشوط الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز -الذي يقود الوساطة الأفريقية- والثاني هو وزير الخارجية عبد العاطي العبيدي الذي التقى في أثينا نظيره اليوناني ستافروس لامبيرانيديس الذي اعترفت بلاده بالمجلس الوطني الانتقالي لكنها أبقت أبواب الحوار مفتوحة مع طرابلس.
وبعد نحو ستة أشهر من اندلاع النزاع ما زال معمر القذافي يرفض التنحي، لكنه يبدي استعدادا لتطبيق إصلاحات سياسية.
وقد باشر مسؤولان أميركيان كبيران جولة أفريقية لحمل القادة الأفارقة على الضغط على العقيد ليتنحى، وهو أمر ظلوا يرفضونه حتى الآن.
وقال متحدث أميركي إن جين كريتز السفير الأميركي الذي غادر ليبيا في فبراير/ شباط ودونالد ياماموتو المسؤول الكبير بالخارجية بدآ جولتهما أول أمس من إثيوبيا مقر الاتحاد الأفريقي حيث التقيا رئيس وزراء هذا البلد ملس زيناوي.
ويواجه نظام القذافي عقوبات أممية وأميركية وأوروبية، أحدث حلقاتها إضافةُ شركة نفطية ومنظمة حكومية ليبيتين إلى قائمة الكيانات المعنية بتجميد للأصول يطبقه الاتحاد الأوروبي.
الخريطة الميدانية
وظلت الخريطة الميدانية في ليبيا تراوح إستراتيجيًا مكانها لأشهر، إذْ يسيطر الثوار على أجزاء كبيرة من الشرق وجيوب في الغرب أهمها مصراتة، بينما تبقى طرابلس في يد كتائب القذافي.
ويقول معارضون إن الثوار اشتبكوا مع الكتائب في محيط الزاوية بعدما حققوا قبل أيام اختراقا كبيرا في جبهة الجبل الغربي في طريقهم إلى طرابلس.
وتقع الزاوية على مسافة 50 كلم غرب طرابلس, ويحاول الثوار الاستيلاء عليها وعلى مدينة صرمان القريبة لقطع الطريق الساحلية بين طرابلس وتونس, وهي طريق تعتبر شريان حياة بالنسبة للنظام.
كما تحدث الثوار عن سيطرة وشيكة على البريقة شرقا، وهي ميناء نفطي إستراتيجي تحتدم المعارك في محيطه سجالا منذ بضعة أشهر.
وعجز الثوار طيلة أشهر عن تحقيق تقدم حاسم في اتجاه طرابلس على الرغم من حملة جوية غربية تدعمهم ضد الكتائب.
وقد أعلنت الدانمارك اليوم أنها مددت لثلاثة أشهر مشاركتها في الحملة، وطلبت من الانتقالي الليبي إرسال مبعوثين يمثلونه لديها، بعد أن قالت إن اثنين من مبعوثي القذافي ما زالا على أراضيها هما شخصان غير مرغوب فيهما.
ورسم أربعة نواب أوروبيين سابقين صورة قاتمة لمستقبل النزاع، واتهم الناتو بالانحياز إلى المعارضة و"المبالغة في شرعية المجلس الوطني الانتقالي".
ودعا النواب السابقون (وهم ثلاثة فرنسيين وبريطاني) بعد عودتهم من طرابلس إلى اجتماع في باريس بين النظام الليبي والمجلس الانتقالي برعاية الناتو والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاديْن الأوروبي والأفريقي.