20110820
العالم
أعلن مجلس الوزراء المصري فجر اليوم السبت، سحب السفير المصري لدى الكيان الاسرائيلي وذلك في اعقاب استشهاد ثلاثة من افراد الامن المصريين بسيناء خلال هجوم قوات الاحتلال على الحدود.
وقال المجلس في بيان له عقب اجتماعه الطارئ الذي انتهى فجر اليوم السبت ان اللجنة الوزارية الطارئة المكلفة ببحث تداعيات الاحداث التي شهدتها سيناء قررت سحب السفير المصري لدى الكيان الاسرائيلي لحين تسلم نتائج تحقيقات سلطات الاحتلال واعتذار قادتها عن تصريحاتهم المؤسفة تجاه مصر.
واستنكر المجلس ما وصفها بـ "التصريحات غير المسؤولة والمتسرعة لبعض القيادات في الكيان الصهيوني، مشددًا على أنه أمر يفتقر للحكمة والتروي قبل إصدار أحكام واستباق معرفة حقيقة ما حدث، لا سيما في ما يتعلق بالعلاقات المصرية- الصهيونية وحساسيتها".
وحمل المجلس الكيان الاسرائيلي المسؤولية السياسية والقانونية المترتبة على هذا الحادث الذي يعد خرقا لبنود اتفاقية التسوية المصرية- الاسرائيلية، ودعا بشكل فوري الكيان الاسرائيلي إلى فتح تحقيق في الحادث وموافاته بنتائجه في أقرب وقت.
وقرر المجلس لحين موافاته بنتائج تحقيقات السلطات الاسرائيلية واعتذار قادتها عن تصريحاتهم المتعجلة والمؤسفة تجاه مصر، سحب السفير المصري من الكيان الاسرائيلي.
وأكد رفض مصر التام لأية محاولة لإلقاء تبعة الإهمال الأمني الاسرائيلي في حماية حدودها وإقحام اسم مصر في ذلك، وتؤكد مصر أن عملية التمشيط الأمني في سيناء هي إجراء داخلي لا علاقة له من قريب أو بعيد بحادثة إيلات؛ فهي إجراءات تتم ضد عناصر محلية خارجة عن القانون.
وأعلن المجلس أنه ردًّا على ما حدث فستستخدم مصر كل الإجراءات الواقية لتعزيز منطقة الحدود من جانبها مع الأراضي المحتلة من جانب الكيان الاسرائيلي ودعمها بما يلزم من قوات قادرة على ردع ادِّعاءات لتسلل أي نشاط أو عناصر خارجة عن القانون، وكذلك الرد على أي نشاط عسكري اسرائيلي باتجاه الحدود المصرية.
كما طالبت اللجنة الوزارية المصرية الموسعة عقب اجتماعها الطارئ لبحث التداعيات الامنية في سيناء، باستدعاء سفير الكيان الاسرائيلي بالقاهرة "إيتسحاق ليفانون"، لابلاغه باحتجاج مصر رسميا، وضرورة تقديم كيان الاحتلال اعتذارا رسميا للقاهرة.
وشملت اللجنة وزراء الداخلية والعدل والخارجية والتعاون الدولى والصحة وممثل عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وممثل عن المخابرات العامة وذلك برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، واستمرت لأربع ساعات.
واعتبر شرف في وقت سابق، أن دم الانسان المصري أغلى من أن يذهب بلا رد، وقال بانه يقوم بمناقشة البدائل المتاحة بشأن الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة، دون أن يوضح طبيعة تلك البدائل.
في المقابل، قال السفير الاسرائيلي ليفانون وفي أول رد فعل له على المظاهرات الكبيرة التي تجرى أمام مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قال بانه لن يغادر القاهرة، وأنه مستمر في عمله حتى تلقيه أي تعليمات من خارجية حكومة الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف ليفانون عبر اتصال هاتفي في تصريحات خاصة للقناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى مساء الجمعة، إنه لا ينوي مغادرة مصر في الوقت الحالي، داعيا السلطات المصرية لتكثيف قواتها الأمنية حول السفارة ومنع المتظاهرين من اقتحامها.
ياتي ذلك تزامنا مع التظاهرات الحاشدة امام مقر سفارة الكيان في القاهرة للمطالبة باغلاقها فورا وطرد سفير الكيان ووقف تصدير الغاز واتخاذ موقف رد مشرف على اعتداءات سيناء.
كما قذف المحتجون المتواجدون أمام السفارة الإسرائيلية بقذف مبنى السفارة الإسرائيلية بالألعاب النارية التي تسببت في احداث أصوات مدوية في المنطقة، وهتفوا بشعارات تدعو لحمل السلاح وموجهة الاحتلال وسقوط الكيان الاسرائيلي، مرددين: "أعطونا سلاح أعطونا برود واحنا نخلص على اليهود"، و"احموا احمو في اليهود اللى قتلوا إخواننا على الحدود"، و"تسقط تسقط إسرائيل".
ومع وصول المئات من المتظاهرين الجدد للانضمام إلى المتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية وسط شلل مرورى على كوبري الجامعة المؤدي للسفارة، تحولت الشوارع المتاخمة للسفارة إلى ثكنة عسكرية من قبل قوات الجيش، وحشدت السلطات العديد من المدرعات أسفل كوبري الجامعة، رافعين حالة الاستعداد تحسبا لاقتحام المتظاهرين السفارة.
وكثفت السلطات المصرية تواجدها الامني امام السفارة الاسرائيلية بحضور واسع لأفراد الشرطة العسكرية، وذلك تحسبا لتطور الأحداث خلال الساعات القليلة القادمة بعدما أعلن بعض المتظاهرون استمرارهم في التواجد أمام السفارة، فيما أعلن البعض انسحابه ومنهم حركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية".
وفي الاسكندرية، قام المتظاهرون بالصعود الى أعلى البناية التي يوجد فيها مقر قنصلية الكيان الاسرائيلي، ورفعوا العلمان المصري والفلسطيني مؤكدين أن مواقف مصر بعد الثورة اصبحت مختلفة عن موقفها قبل الثورة.
وردد المتظارهون هتافات مثل "حنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا اسرائيل"، و"الموت لاسرائيل"، و"يا صهيوني يا خسيس دم اخواتنا مش رخيص"، اضافة الى هتافات رافضة لتصدير الغاز للكيان الاسرائيلي وهتافات تطالب بقطع العلاقات معه مثل "مطلب واحد للجماهير قفل سفارة وطرد سفير"، كما تطرقت الهتافات لاتفاقيات التسوية حيث رددوا قائلين "أدي أوسلو وكامب ديفيد كل يوم بيموت شهيد".
هذا وقد حمل المتظاهرون لافتات منددة بالصمت الرسمي على مهزلة الحدود ولافتات كتب عليها طلباتهم وهي طرد السفير والقنصل الاسرائيلي من مصر وسحب السفير المصري من الكيان الاسرائيلي ووقف الغاز له وفتح المعبر للمسافرين بالاضافة الى إعادة النظر في كل الشراكات و الاتفاقات مع الكيان الاسرائيلي.