20110825
الجزيرة
رفعت الجالية الليبية في موريتانيا الأربعاء علم الثورة الليبية على مباني سفارة ليبيا في نواكشوط، بعد أن أزالت علم الجماهيرية ذا اللون الأخضر، احتفالا بسقوط نظام العقيد معمر القذافي.
وقام نشطاء من الجالية الليبية في نواكشوط بإحراق العلم السابق لليبيا، وتمزيق وإحراق صور العقيد القذافي المخلوع، ونسخ من الكتاب الأخضر الذي كان يعتبره القذافي بمثابة دستور لليبيا.
ولم يحضر القائم بالأعمال في السفارة الليبية فعاليات رفع العلم داخل مبنى السفارة، لكن موظفين من السفارة وعددا من أفراد الجالية حضروا وشاركوا في رفع العلم الذي أصبح يرفرف وحيدا فوق مباني السفارة، بعد إزالة وحرق العلم السابق.
وقال مدير الخطوط الأفريقية (الليبية) في موريتانيا مصطفى الرماح -وهو أحد نشطاء الجالية الليبية في نواكشوط- للجزيرة نت "إن جميع أبناء الجالية بمن فيهم موظفو السفارة باتوا يدينون بالولاء للثورة وللمجلس الوطني الانتقالي، وسعيدون برحيل الطاغية القذافي الذي جثم وعائلته على صدور الليبيين عقودا أربعة سودا من الزمن الليبي".
وأعلن مباركة الجالية لكل أبناء الشعب الليبي داخل وخارج ليبيا بنجاح الثورة، وزوال الطاغية ونظامه.
ولم يحضر القائم بالأعمال رفع العلم، وتذرع بحضور اجتماع في وزارة الخارجية الموريتانية يتصل بموضوع التطورات الحاصلة في ليبيا، حيث اجتمع في الآونة الأخيرة أكثر من مرة مع وزير الخارجية الموريتاني، وتباحثا حول ما يمكن عمله بشأن الوضع في ليبيا.
تأييد وصمت
وكانت أحزاب معارضة موريتانية باركت نجاح الثورة الليبية، طالبت بمحاكمة العقيد القذافي ليس على جرائمه في ليبيا فقط، وإنما أيضا على ما اقترفت يداه في موريتانيا، حيث دعم الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي، وقام بجهد كبير في التسويق له وحشد التأييد السياسي والمالي لنجاحه، ليس فقط على مستوى القارة الأفريقية وإنما على المستوى الدولي، بحسب ما تقوله المعارضة.
ولم يتأخر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا هو الآخر في مباركة الثورة الليبية، ودعا إلى طي صفحة الماضي، وإعادة بناء المستقبل الليبي على أساس الوحدة والتعاون.
ولكن الحكومة الموريتانية ما زالت تلتزم الصمت حيال ما جرى من أحداث وتطورات دفعت عددا كبيرا من دول العالم لمراجعة مواقفه وإعلان الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، بما فيها تلك الأكثر بعدا جغرافياً وثقافيا.
وبالإضافة إلى الجزائر، بقيت موريتانيا فقط من بين دول المغرب العربي لم تعترف حتى الآن بالمجلس الانتقالي، حيث اعترفت به كل من المغرب وتونس، فضلا عن الغالبية الساحقة من الدول العربية.
ولئن كانت الجزائر بدأت -بحسب ما يتسرب من أنباء ومعلومات- اتصالات بالمجلس الانتقالي، فإن أي معلومات مشابهة لم ترد في المقابل عن حكومة موريتانيا، وباستثناء البيان الصادر عن الحزب الحاكم الذي يبارك نجاح الثورة الليبية، لم تصدر أي إشارات عن تغير الموقف الرسمي الموريتاني من المجلس الليبي.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد استبعد بداية الشهر الجاري اعتراف حكومته بالمجلس الانتقالي، وقال إنهم لا يمكنهم إحلال نظام مكان آخر، وأشار إلى أنه أكد ذات الموقف أكثر من مرة في اجتماعات للهيئات الأفريقية المختلفة.