20110825
الجزيرة
أعلن الثوار الليبيون الأربعاء أنهم باتوا يسيطرون على90 إلى 95% من الأراضي الليبية، مع دخولهم مرحلة ملاحقة ما تبقى من كتائب العقيد معمر القذافي في أنحاء متفرقة من البلاد.
جاء ذلك في تصريح لمتحدث عسكري باسم الثوار للجزيرة يوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد جبهات القتال العقيد عبد الله أبو عفارة إنه "في عموم ليبيا فإن ما بين 90 و95% من الأراضي الليبية أصبح تحت سيطرة الثوار".
وأوضح -في مقابلة مع الجزيرة- أن مفاوضات جرت فعلاً بين الثوار ووجهاء مدينة سرت لتسليم المدينة دون قتال، مشيرا إلى أنه يجري الإعداد لذلك.
وفي طرابلس قصفت فلول الكتائب انطلاقا من حي أبو سليم ذي الكثافة السكانية والواقع على طريق مطار المدينة بعض المناطق بينها معسكر باب العزيزية الذي سيطر عليه الثوار.
وأوردت مصادر للجزيرة أن سيف الإسلام القذافي قد يكون موجودا في حي أبو سليم.
وكانت وكالة رويترز أفادت في وقت سابق أمس الأربعاء بأن قوات موالية للقذافي قصفت مواقع بوسط طرابلس من بينها باب العزيزية، بينما أفاد مراسل الجزيرة بأن باب العزيزية يتعرض لقصف بقذائف الهاون ينطلق من حي أبو سليم المحاذي له.
قصف ومكافأة
من ناحية أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد، بأن قوات موالية للقذافي قصفت مواقع في طرابلس من بينها باب العزيزية. وأفاد أحد قادة الثوار بأن قتالا يدور في منطقة جنوبي طرابلس يعتقد أن القذافي مختبئ فيها.
وقال المراسل إن قذائف هاون سقطت على المقر الموجود في منطقة باب العزيزية أطلقت من حي أبو سليم المجاور.
وأشار إلى وجود أضرار جراء القصف في شارع الجمهورية تمثلت في إصابات للمنازل والبنايات إضافة إلى سيارات محترقة.
وقال متحدث باسم الثوار يدعى أبو بكر المصراتي -في اتصال مع الجزيرة- إن فلول كتائب القذافي تطلق القذائف دون تمييز، مشيرا إلى أن أفراد هذه الكتائب يغيرون أماكنهم باستمرار، ولذلك لا يستطيع الثوار الوصول إليهم
وكان القذافي المختفي عن الأنظار قد دعا في كلمة صوتية -بُثت على قناة غير ليبية- أنصاره مجدّدا إلى الزحف لتطهير ليبيا ممن وصفهم بالخونة. وجاءت الكلمة بعد ساعات من سقوط مجمّع باب العزيزية في أيدي الثوّار.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل إن نظام معمر القذافي لن ينتهي إلا بعد القبض عليه حيا أو ميتا. وأشار إلى أن نادي رجال الأعمال خصص مبلغ مليوني دينار ليبي (1.3 مليون دولار) لمن يمسك بالقذافي.
وأكد أن المجلس سيعفو عمن سيقتله أو يقبض عليه. ولكن عبد الجليل قال إن المجلس الوطني لا يمانع في تسليم القذافي إلى أي دولة تقبل إيواءه سواء أكانت موقعة على بروتوكول محكمة الجنايات الدولية أم لا، بشرط تنحيه أولا عن السلطة. وأضاف أن المجلس سوف ينتقل للعمل في طرابلس الأسبوع القادم.
مناطق أخرى
وليس بعيدا عن طرابلس، توجد في غربها منطقة العجيلات التي لم تحسم موقفها من الثورة بعد أن خرج منها الثوار قبل أيام حقنا لدماء المدنيين الرافضين لهم. كما لا يزال موقف منطقة بني وليد غير واضح في الانحياز لثورة 17 فبراير.
أما في أقصى غرب البلاد، فلا تزال مدفعية للكتائب تقصف مدينة زوارة من جنوبها، وبعد تحرر الهلال النفطي من البريقة وحتى رأس لانوف واصل الثوار تقدمهم عبورا ببن جواد ومدينة سرت التي يفاوضون أعيانها لدخولها سلميا.
وقال المتحدث باسم الثوار أحمد باني الأربعاء إن سلطات المعارضة دعت عمال النفط إلى العودة على الفور إلى ميناءيْ رأس لانوف والبريقة النفطيين في شرق ليبيا، بعد أن انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليهما من قوات معمر القذافي في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقالت المعارضة إن مرفأ رأس لانوف -الذي كان يضخ 195 ألف برميل في اليوم قبل بدء الانتفاضة التي مضى عليها ستة أشهر- لم تلحق به أضرار، وإن مرفأ البريقة الأصغر منه لم تلحق به أضرار إلا بصهريج تخزين واحد.
وفي سبها عاصمة الجنوب الليبي، تشير المعلومات إلى وقوع مواجهات بين مجموعات موالية للقذافي وأخرى رافضة له، بينما تتوجه تعزيزات من الثوار إلى سبها قد تحسم الوضع فيها.
زحف نحو سرت
ومن جهة أخرى، يسعى الثوار للتوجه إلى مدينة سرت مسقط رأس القذافي، وقالت مصادر الثوار ليونايتد برس إنترناشونال أمس الأربعاء إنهم باتوا على بعد نحو 40 كلم من سرت، موضحة أنهم يجرون اتصالات مع مشايخ المدينة لتسليمها من دون إراقة الدماء.
وتم الاتفاق مع قبيلة أولاد عمر -الذين انضموا إلى الثورة- على دخول الثوار المدينة دون قتال.
وكان رئيس المجلس الانتقالي قال -في مقابلة مع محطة "فرانس 24"- إنه التقى وفدا من سرت الجمعة، وتم الاتفاق معه على أن يكون دخول الثوار سرت سلميا.
وأكد عبد الجليل "لن ندخل سرت للنهب والسرقة ولكن لتحرير إخواننا من قبضة كتائب القذافي".
وفي غضون ذلك، واصلت طلائع من الثوار قادمة من مصراتة تقدمها نحو الجنوب الشرقي على طول الطريق الساحلي المؤدي إلى سرت، وفق ما جاء في بيان للمجلس الإعلامي للمجلس العسكري للثوار في مصراتة.
وذكر البيان أن الثوار "وصلوا إلى بلدة الوشكة (137 كلم جنوب مصراتة)". وأكد أن "الثوار عازمون على مواصلة تقدمهم باتجاه سرت للالتقاء بالمقاتلين الثوار القادمين من شرق البلاد".
وكان الثوار أعلنوا سيطرتهم على مدينة رأس لانوف النفطية الواقعة على الطريق إلى مدينة سرت، بعد سيطرتهم على بلدة العقيلة الساحلية، فضلا عن إحكام سيطرتهم على مدينة البريقة النفطية.