20111006
الجزيرة
أعلنت السلطات الليبية الجديدة أمس الأربعاء العثور على مقبرتين جماعيتين في طرابلس تحتويان على قرابة تسعمائة جثة لأشخاص توفوا في الفوضى التي أحاطت بهجوم الثوار الذي أطاح بالعقيد معمر القذافي.
وقال رئيس كتيبة طرابلس ناجي العيساوي "اعترافات الشهود التي حصلنا عليها قادتنا إلى العثور على مقبرتين جماعيتين لضحايا النظام السابق في قرقارش وبئر اسطه ميلاد".
وتقع قرقارش على الساحل على بعد سبعة كيلومترات من وسط المدينة، وبئر اسطه ميلاد منطقة زراعية على بعد عشرة كيلومترات منه.
وأضاف إن عدد القتلى في قرقارش يبلغ مائتين وفي بئر اسطه ميلاد سبعمائة، وفق اعترافات الشهود.
مقبرة قرقاش
لكن لم يتسن للعيساوي تحديد تاريخ قتل الضحايا، علما بأن الصور التي التقطها مصور وكالة الصحافة الفرنسية لجثتين أخرجتا من مقبرة قرقارش تشير إلى أنهما قتلا قبل فترة وجيزة.
وتوجه الصحفيون برفقة العيساوي إلى قرقارش حيث تم انتشال جثتين قال الطبيب الشرعي الذي رافق الموكب إنهما مصابتان بالرصاص وبكسر في الجمجمة.
وقال العيساوي إنه سيتاح للصحفيين زيارة المقبرة الجماعية الثانية بوقت لاحق اليوم الخميس، وأوضح أنه لن يتم انتشال كافة الجثث لعدم توافر مكان بالثلاجات لحفظها الوقت الحالي نظرا للحاجة الماسة لهذه الثلاجات لحفظ جثث القتلى القادمة من جبهات القتال على حد تعبيره.
وقال مسؤول في المقابر إن الجثث جمعت من الشوارع والمستشفيات عقب هجوم الثوار على العاصمة أواخر أغسطس/ آب الماضي.
وكانت إحدى الجثتين اللتين عرضتا أمس متحللة إلى حد بعيد، وكانت فيما يبدو في ملابس عسكرية مموهة وحذاء ذي رقبة.
اكتشاف المقابر
وكان المجلس الوطني الانتقالي، الذي تمكن من الإطاحة بنظام معمر القذافي والدخول إلى طرابلس، قد اتهم النظام السابق بقتل الآلاف خلال الثورة التي انطلقت في فبراير/ شباط الماضي.
واكتشف منذ الإطاحة بالقذافي ما يزيد على عشرة مواقع قبور جماعية، أحدها في سجن أبو سليم بالعاصمة والذي وقعت فيه عام 1996 مذبحة راح ضحيتها زهاء 1200 شخص.
وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان -ومقرها نيويورك- الانتقالي على وقف عمليات استخراج الجثث من مثل تلك المواقع، محذرة من أن استخراج الرفات دون اتباع أساليب الطب الشرعي الصحيحة قد يبدد فرص تحديد شخصية المدفونين فيها.