20111006
الجزيرة
دافع مسؤول ملف الإعلام في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام أمس في حديث صحفي عن زملائه بالمكتب التنفيذي الذي يتعرض لانتقادات واسعة دعت المسؤول الأول محمود جبريل إلى التلويح بالاستقالة.
وقال شمام إن جزءا من الحملة عليهم يقودها من وصفه بالطابور الخامس المكون من اللجان الثورية وبقايا الأمن الداخلي بعهد القذافي، ولكن جزءا منها صادر عن شخصيات وطنية تود تقويم عملهم، مؤكدا أن الحديث عن الخلافات القائمة مجرد "تهويل".
اتهامات متبادلة
وجاءت تصريحات شمام هذه، وكأنها محاولة لتهدئة الرياح الغاضبة ضد التنفيذي، بعد إخفاق بعض القيادات فيه في معالجة الملفات الموكلة لهم، وأبرزها ملف العدل الذي يتولاه محمد العلاقي والذي انتقدته بيانات منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا متحدثة عن انتهاكات كبيرة تقع في مناطق ليبيا الغربية التي يسيطر عليها الثوار.
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين جمال الكور إن ما يجري "اختلافات طبيعية"، ورفض في تصريح للجزيرة نت أسلوب التضخيم ومنح الخلافات أكبر من حجمها الحقيقي، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية أهم من المؤقتة.
وقال الكور إن جميع وجهات النظر يجب أن يفتح لها الباب "بدلا من الاتهامات المتبادلة"، وأضاف أن الشعب الليبي يمر بمرحلة تاريخية بعد غياب العمل المؤسساتي طيلة 42 عاما، مشددا على ضرورة بقاء النقاش والجدل دون مستوى رفع الصوت والاشتباك بالأيدي.
وحذر من استمرار تداول عبارة "الإسلاميين" التي قال إنها قد تكون ذات تداعيات خطيرة بحصرهم في زاوية ضيقة.
أطراف عربية وأجنبية
واتهم المحلل السياسي علاء بن دردف وسائل إعلام عربية وأجنبية وصفحات الإنترنت وفيسبوك بالوقوف وراء تهويل الخلافات بين الليبيين، مؤكدا أن هذه الوسائل تروج للشائعات والتحريض بين الأطراف السياسية بليبيا.
وقال إن وسائل إعلام عربية -لم يذكرها بالاسم- استغلت انعدام ثقافة لدى الشارع وأججت الحديث عن خلافات بسيطة في الأصل.
ولم يستبعد بن دردف تورط أطراف عربية وأجنبية في تأجيج ما سماه "الإشكاليات الحالية" لإبعاد الكفاءات الليبية التي قد تعترض في المستقبل طموحاتهم الاقتصادية، وتود تحييد شخصيات مثل جبريل والترهوني وشمام.
في المقابل تحدث الصحفي السياسي عمر التواتي عن واقع "لا يمكن للعين ولا الأذن تجاهله"، يتمثل في تراجع الإعلان في أكثر من مناسبة عن تشكيل الحكومة المؤقتة، مؤكدا أن تحفظات النشطاء على بعض الأسماء التي كانت تعمل مع سيف الإسلام نجل القذافي، وحصول بعض القيادات على أكثر من منصب، يحول دون التوصل إلى اتفاق جديد على تشكيل أي حكومة.
وقال إن الاتهامات بلغت حد اتهام جبريل بالتقصير في المرحلة الماضية، مؤكدا أن أنصاره يقولون إن المرحلة تستدعي الكفاءات، وأنه الرجل المؤهل لهذه المرحلة.
وذكر أن الشارع الليبي تسربت إليه مخاوف من تحويل المرحلة المقبلة إلى انقسامات بعد مطالبات كل مدينة بحصة كبيرة من الحقائب الوزارية، وفي ظل تعدد الجيوش وظهور "جيش برقة" بالمنطقة الشرقية.
ودافع عن رؤية رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بأن المرحلة للكفاءات لتجنب الخلافات والمخاطر، مؤكدا أنها الأنسب والأصح.
أخطاء فادحة
وأشار الناشط الحقوقي المهدي بن حميد إلى جملة من الوقائع التي قال إنها دليل على الصراع القائم على المناصب والحقائب من قبل مستقلين وتيارات مختلفة ومدن بعينها، تطالب بحقائب لقاء دورها في التحرير.
وأقر أن هناك سجالا على أسماء داخل التنفيذي لم ترتق لطموحات المواطن والثوار، مما وجده بعض المعارضين للمجلس التنفيذي فرصة لإثارة الخلافات والفتنة.
ونقل عميد كلية الإعلام بالجامعة الليبية محمد المنفي للجزيرة نت تذمر الوسط الجامعي من عمل التنفيذي والانتقالي، مؤكدا في تصريح أن عبد الجليل تحدث بمؤتمرات صحفية سابقة عن فساد مالي كبير دون إعلانه لاحقا عن أية تفاصيل بشأن الملف.
وقال إن المستشار عبد الجليل وقع في "أخطاء فادحة" عندما قال إنه يستطيع تكوين الحكومة من مدينة واحدة، مضيفا أنه بهذا الحديث يتحدث بقبضة الحديد، داعيا التنفيذيين إلى قبول النقد.