20111009
الجزيره
مع وصول رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الخرطوم في أول زيارة من نوعها، انشغلت منابر العاصمة السودانية بالتساؤلات عن إمكانية إجابة الزيارة على قضايا ما تزال محل خلاف، كترسيم الحدود وتوزيع عائدات البترول والأوضاع الأمنية على الحدود بينهما.
وعلى الرغم من عدم إفصاح أي من الطرفين عن مكنون ما ينويان بحثه في لقاء الرئيسين، إلا أن آمالا عريضة أبداها الطرفان قبيل وصول رئيس جنوب السودان بأن تكلل كافة المباحثات بالنجاح.
لكن محللين سياسيين يرون أن الاعتماد على بروتوكولات نيفاشا دون النظر إلى انتهائها بانفصال الجنوب ربما أضر بالمباحثات وبالتالي فشلها على الأرجح.
ويعتقدون أن اتجاه الطرفين للمواثيق والأعراف الدولية ربما مكنهما من تجاوز أي خلاف يطرأ أثناء بحثهما لإيجاد حلول جذرية لكافة المشكلات العالقة، مشيرين في الوقت ذاته إلى ما يجمع شعبي البلدين من أواصر تفرض على قادتهما إيجاد طرق فورية للتواصل الاقتصادي والاجتماعي.
قضايا عالقة
فالكاتب والمحلل السياسي محجوب محمد صالح، وعلى الرغم من إشارته لأهمية الزيارة لكونها الأولى من نوعها بعد انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة، أكد أن وجود قضايا عالقة في اتفاقية السلام التي أفضت لانفصال الجنوب ستشكل المحور الرئيس للحوار بين الطرفين.
وقال -في تصريح للجزيرة نت- إن هناك قضايا معلقة تسببت بحروب داخلية في السودان بجانب أخرى مستجدة، كالحدود بين الدولتين وقسمة عائدات البترول وأخرى كثيرة ومعقدة لن تجد الحلول إلا بوجود اتفاقات مسبقة ورؤى عميقة تردم الهوة بين الجانبين.
وأبدى صالح خشيته من عدم التحضير والإعداد الكافي للزيارة "بما يمكن أن يجعل منها اجتماع علاقات عامة لا غير، أو ينتهي بها الأمر بتكوين لجان مشتركة وتحويل القضايا لمباحثات مقبلة".
أما رئيس مجموعة منظمات الدراسات الإنمائية والسكانية الحاج حمد فلم يستبعد أن تأخذ الزيارة موقفا جديدا للدولة السودانية الوليدة، مشيرا إلي أنها لن تخرج من بحث قضايا هي بالأساس معلومة للجميع.
مواثيق دولية
ويرى أن تصرف الطرفين كدولتين منفصلتين تلتزمان بالمواثيق الدولية -وليس نيفاشا- سيجعل من الزيارة ذات فائدة للطرفين على السواء، راهنا نجاح الزيارة بالتزام الرئيسين بالمواثيق والأعراف الدولية "رغم حالة الاحتقان التي تسبب بها المتطرفون من كل جانب".
واستبعد -في حديثه للجزيرة نت- أن تنجح الزيارة في وضع حلول لكافة القضايا العالقة بين دولتي السودان. لكنه اعتبر أن توفر الإرادة لديهما ربما يقود لوضع لبنات حقيقية تؤسس لحل كامل للمشكلات كافة.
في حين يرى المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر أن انفصال الجنوب لن يمنع من تطوير العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بين الدولتين، متوقعا نجاح الرئيسين في إزالة ما يقف في وجه تطوير تلك العلاقات وإعادة التعاون بين الشعبين.
وقال -للجزيرة نت- إن الخرطوم بحاجة إلى إزالة هواجسها حول تغذية الدولة الجنوبية والوقوف وراء كافة الحركات المسلحة والمعارضة السودانية، مشيرا إلى أن الإجابة على تساؤلات كل طرف بشفافية سترفع من قدر الزيارة لأكبر مدى ممكن.