السودان

20111017
العالم
في وقت بدا فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم تحركاته لتشكيل حكومته الجديدة بعد شهور من الانتظار والترقب، اتجه التصعيد بينه وبين قوى المعارضة ليتخذ شكلا جديدا يلفه كثير من الغموض.

ففي حين واصلت المعارضة اتهاماتها للوطني بتدمير الاقتصاد السوداني واللعب باسم الشريعة الإسلامية لتحقيق مآربه السياسية، اختار الأخير رميها بصفات العمالة حينا والارتزاق أحيانا أخرى.
ويبدو أن تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد لم يقنع القوى السياسية بشقيها للتنازل والتوافق لأجل إخراج البلاد من دائرة وصفها كثير من المحللين بالخطرة.
فالمؤتمر الوطني -الذي لم يرتح للاحتجاجات المتفرقة بسبب غلاء المعيشة في البلاد- رأى أن للمعارضة دورا كبيرا فيها وسعت لاستغلالها لتحريك الشارع السوداني في انتفاضة شعبية كاملة.
فقر وجوع
لكن أحزاب المعارضة -التي لم تخف تأييدها للمظاهرات الاحتجاجية ودعمها لها- تقول إن الشعب السوداني ليس بحاجة لمن يحركه بعد الآن "خاصة أن الفقر والجوع وتدهور الحياة الاجتماعية قد بلغ مداه".
وكان المؤتمر الوطني اتهم عبر رئيس قطاعه السياسي قطبي المهدي تحالف جوبا –تحالف المعارضة– بأنه يفتقر للتخطيط السياسي ويعتمد بصورة مباشرة على أفكار ومقترحات يقدمها المؤتمر الشعبي وقياداته بالعاصمة، تنحصر في إدارة ملفات أمنية بهدف تدمير البلاد سياسيا واقتصاديا والمساس بأمنها القومي.
أما تحالف المعارضة فقد قال عقب اتهام الحكومة أحد أعضائه بتلقي أموال من إحدى السفارات الغربية بالخرطوم لتحريك الشارع السوداني ضد الحكومة، قال إنه ليس بحاجة إلى دعم مزعوم من أي جهة كانت، مؤكدا أنه يعتمد في تحقيق هدفه المعلن لتغيير النظام "المدمر لوطننا ومستقبل شعبنا" على قدرات الشعب السوداني ونضالاته.
وأكد التحالف في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن الشعب السوداني "قادر على مواجهة الديكتاتورية بكل طغيانها وجبروتها في معارك مختلفة"، معتبرا "أن الاستسلام للأوضاع المعيشية السيئة التي فرضها النظام بسياساته البالية ليس قدرا محتوما، وأن هناك بديلا هو المقاومة الشعبية بالتظاهر وغيره من الوسائل السلمية" حسب ما جاء في البيان.
تخويف المعارضة
غير أن المحلل السياسي أمين مكي مدني اعتبر أن هناك ما هو أكبر من رفض المشاركة في السلطة من عدمها، مؤكدا سعي الحكومة لتخويف المعارضة وتوجيه رسائل "تؤكد أن بمقدورها ردع أي تحرك يمكن أن يزعزع استقرارها".
ورأى -في تعليقه للجزيرة نت- أن هناك سعيا حكوميا لربط الرسائل والاتهامات بالمشكلات الحياتية التي يعانيها المواطن السوداني، جراء تدهور الاقتصاد وفشل الحكومة في إيجاد سبل بديلة لمعالجة الأزمة.
ولم يستبعد اتجاه الحكومة لفرض واقع جديد من المواجهة مع القوى السياسية الأخرى، بعد رفض الرئيسة منها المشاركة في الحكومة المقبلة، لصرف الانتباه عن الأزمة الاقتصادية.
أما مستشار وزير الإعلام وعضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبد العاطي، فقسم قوى المعارضة إلى أعداء ومعارضين، مشيرا إلى وجود من يسعى لإسقاط الحكومة بكافة الوسائل الممكنة منها وغير الممكنة.
الشعبي والشيوعي
فبينما أكد عبد العاطي أن حزبي المؤتمر الشعبي والشيوعي السوداني يتجهان لتصعيد موقفهما العدائي عبر استغلال حاجة المواطن مع الحكومة للتباعد الكبير بينهم، أشار إلى توقيع حزب الأمة القومي لاتفاق مع المؤتمر الوطني "لكن دون المشاركة في الحكومة الجديدة".
لكن عبد العاطي حصر مواقف قوى المعارضة مجتمعة في مناهضة الحكومة بغض النظر عن أعمالها، مشيرا إلى وجود فجوة صغيرة بين المؤتمر الوطني وبعض أحزاب المعارضة "ما يعني أن هناك أحزابا قريبة من الحكومة حتى الآن".
واتهم -في حديثه للجزيرة نت- المعارضة بعدم التجديد "لأنها محاطة بأفكار قديمة لا يمكن أن تساعدها في خلق ما يؤثر سلبا على الحكومة القائمة"، مشيرا إلى أن المعارضة تحاول استغلال الظروف السودانية الراهنة لخلق مشكلات جديدة فقط.
لكن المحلل السياسي يوسف الشنبلي لم يستبعد وجود أهداف أخرى للخلافات الحالية بين الطرفين، مشيرا إلى ما أسماه بكثرة الأجندات السياسية.
وقال -للجزيرة نت- إن صراع المعارضة والحكومة لن ينتهي بمشاركة حزب أو آخر في السلطة، مؤكدا أن مشكلات الحكومة الاقتصادية والسياسية "ربما تكون جزءا من الأزمة".


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو