20111019
الجزيره
حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ موريتانيا ودول المنطقة بشكل عام، على بذل مزيد من الجهد للقبض على الفارين من العدالة في ليبيا، الذين ما زالوا في حالة فرار منذ سقوط طرابلس في أيدي الثوار نهاية أغسطس/آب الماضي.
وقال هيغ في ختام زيارة عمل إلى موريتانيا استمرت ساعات فقط هي الأولى لوزير خارجية بريطاني، إن على دول الجوار الليبي مساعدة ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية في إلقاء القبض على رموز نظام معمر القذافي الهاربين من وجه العدالة.
وطالب بمراقبة ترسانة الأسلحة التي تدفقت إلى منطقة الساحل بعد اندلاع الثورة الليبية، وذلك بهدف جمعها أولا ثم تدميرها والتخلص منها بشكل نهائي حفاظا على أمن واستقرار المنطقة المهددة من قبل تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.
ولفت هيغ إلى أن الحكومة -التي توقع تشكيلها قريبا في ليبيا- ينبغي أن تضم في تشكيلتها جزءا من الثوار الذين ساهموا في إسقاط نظام القذافي، وقال إنه تحدث مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي بليبيا مصطفى عبد الجليل خلال زيارته لطرابلس بهذا الشأن.
وأوضح أنه تحدث مع الرئيس الموريتاني -في لقاء جمعهما الثلاثاء- حول مكافحة الإرهاب والأوضاع عموما في منطقة الساحل الأفريقي وليبيا والمنطقة العربية بشكل عام.
وثمن هيغ جهود موريتانيا في مواجهة ما يسمى الإرهاب، مؤكدا أن بلاده تعمل على إعداد مقاربة جديدة لمحاربة التعاون التجاري في المنطقة.
دوافع أمنية
وتأتي زيارة المسؤول البريطاني -الأولى من نوعها لمسؤول بريطاني بهذا المستوى لموريتانيا- بعد زيارة قام بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غرب أفريقيا سعيد جنيت يوم الاثنين لنواكشوط، ثم بعد أسابيع من زيارة أخرى لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أيضا ومسؤولين مدنيين وعسكريين غربيين آخرين.
وخلال كل تلك الزيارات التي التقى أصحابها الرئيس الموريتاني وعددا من كبار المسؤولين في البلد، كان الحديث يدور بشكل رئيسي –حسب التصريحات الرسمية- حول مكافحة الإرهاب وسبل مواجهة ما يوصف بالجماعات الإرهابية.
ويرى الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في منطقة الساحل الأفريقي إسلمو ولد المصطفى أن الاهتمام الغربي المتزايد بموريتانيا يؤشر على قناعة الدول والأجهزة الاستخباراتية الغربية بالدور المحوري لموريتانيا في مواجهة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وقال ولد المصطفى إن هذا الدور الذي باتت تلعبه موريتانيا –ربما مرغمة بسبب الهجمات التي تتعرض لها من حين لآخر من طرف هذا التنظيم- جعل منها قبلة للمسؤولين الغربيين المتعطشين لطرف محلي يقوم بالمواجهة الميدانية عوضا عنهم.
ويشير ولد المصطفى إلى أن موريتانيا تحولت لرأس الحربة في مواجهة تنظيم القاعدة في المنطقة بفعل استعدادها بل وقيامها فعليا بإرسال وحداتها العسكرية إلى معاقل القاعدة في الشمال المالي لدك حصونها ومطاردة فلولها.
بينما تعزف كل دول المنطقة عن هذا الأمر بما فيها الجزائر التي يستهلك التنظيم مجمل طاقاتها في مواجهات مستمرة منذ نحو 15 عاما خصوصا في مناطق التماس مع الصحراء الكبرى.