20111020
الجزيرة
يتناول هذا التقرير الذي أوردته نيويورك تايمز تصور المفكر الإسلامي البارز وزعيم حركة النهضة التونسي راشد الغنوشي للمستقبل الديمقراطي لتونس الجديدة وتأكيده الدائم على أن لا تناقض بين التعددية والديمقراطية والإسلام.
ومع اقتراب تونس من أول انتخابات حقيقية يوم الأحد القادم، تنبأ الغنوشي في تصريحاته الأخيرة أمس الأربعاء بأن يفوز حزبه بأغلبية في الانتخابات التي ينافس فيها أكثر من 80 حزبا لاختيار مجلس يهتم بصياغة دستور لبلد كان ذات مرة من أكثر البلاد قمعا في العالم العربي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تحقق ذلك فعلا سيكون الأمر من أهم الإنجازات بالنسبة لأي حزب إسلامي منذ عام 1992عندما حرم الجيش في الجزائر حزبا دينيا مشابها من فوز انتخابي أكيد وهو ما أشعل حربا أهلية.
وقالت إن كثيرا من العلمانيين يستعدون لهذا الاحتمال بنذير شؤم وقلق بأن الإسلاميين سيسعون لمزيد من القوانين الأكثر رجعية فيما يتعلق بالزواج والطلاق والميراث وسيشجعون -أو يعكسون- مبادئ مقاومة التجديد الثقافي المتنامية، كما يستغل الكثير من نقاد الغنوشي المخاوف من أن الديمقراطية ستكون بمثابة أداة للإسلاميين لتقديم نوع آخر من التعصب.
وهذا ما أكده نجيب الشابي رئيس أكبر فصيل علماني وهو الحزب الديمقراطي التقدمي، حيث قال إنهم لن يتساهلوا مع أولئك الذين يحاولون التلاعب بالتونسيين.
لكن الغنوشي يعتقد أن الثورات العربية قد سمحت للمنطقة بتصور مستقبل مختلف وأن هذه اللحظة تمثل خطا فاصلا في الصراع القديم بين الإسلام السياسي والدكتاتورية العلمانية. ويرى أن تونس ستكون مجتمعا ديمقراطيا ونموذجا في العالم العربي.
ويقول الغنوشي إن الحكام يستفيدون من العنف أكثر من خصومهم والدرس في ذلك قديم في العالم العربي حيث إن قادة الدكتاتورية العلمانية طالما سخروا الإسلاميين باعتبارهم تهديدا عنيفا مهما كان توجههم.
الفترة الانتقالية
وذكرت الصحيفة أن الغنوشي يقر بأن لغته تتداخل مع تلك الموجودة لدى محافظين مسيحيين في تأكيدها على الأسرة والمجتمع وأنه يسعى لطمأنة التونسيين بأن نجاح حزبه لن يضر بالسياحة، بحظر الخمر على سبيل المثال أو قيادة تنفيذ أشهر رمز للتقوى وهو المتمثل في الحجاب.
كما يتحدث عن حقوق العمال والنساء ويشير إلى أن نموذجه الاجتماعي الاقتصادي سيبدو مثل النموذج الأسكندنافي.
ويقول الغنوشي إنه حتى إذا فاز حزبه بأغلبية في الانتخابات فإن قيام ائتلاف أمر أساسي ليس فقط لإعداد الدستور ولكن أيضا لإدارة تونس أثناء الفترة الانتقالية لأن حزب النهضة لا يستطيع مواجهة التحديات وحده ومن ثم فهو يرفع في هذا الوقت شعار اتفاق الرأي وليس التناحر.
وأشارت الصحيفة إلى شكوك عميقة ما زالت قائمة في تونس منها أن البعض في حزب النهضة يشكون في احتمال قيام الحرس القديم من أيام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالتلاعب بالتصويت.
وما زالت شخصيات علمانية لا تثق بنوايا الغنوشي وقلقة من احتمال بروز صوت أكبر لجماعات متطرفة مثل حزب التحرير.
واستطرد تقرير الصحيفة بأن الغنوشي أبدى إعجابه بنجاح حزب العدالة والتنمية التركي وأنه يرى اللحظة الحالية أكبر من تونس أيضا مثل الويلات التي تجتاح أوروبا والولايات المتحدة والشغب المشتعل في لندن والاحتجاجات التي تزداد في نيويورك وروما وأماكن أخرى.
وأضاف أن النماذج القديمة تتداعى وأنه هو وإسلاميون آخرون يعتقدون أنهم يقدمون بديلا يعد جزءا لا يتجزأ من الأخلاق والإحساس بالانتماء للمجتمع وأن الرأسمالية تواجه الآن أزمة.