20111020
الجزيرة
اندلعت معارك عنيفة صباح اليوم في العاصمة الصومالية مقديشو حيث تقدمت قوات الحكومة الانتقالية مدعومة بقوات من قوة الاتحاد الأفريقي نحو أحد آخر المعاقل التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين على مشارف العاصمة. في غضون ذلك وسعت قوات كينية توغلها داخل الصومال اليوم حيث سقطت منطقة رأس كمبوني الإستراتيجية في قبضتها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني صومالي قوله إن القوات الصومالية أصبحت تسيطر على غالبية الأماكن في ضاحية دينيل شمال غرب مقديشو بعد هجوم صباح اليوم.
وقال المسؤول ويدعى إبراهيم عبد الله "نتقدم باتجاه آخر معاقل الناشطين ونأمل السيطرة بالكامل على المدينة قريبا"، مشيرا إلى سقوط جريحين من القوات الصومالية ومقتل عدد من مقاتلي حركة الشباب.
كما أشار شهود عيان إلى إصابة أربعة مدنيين في الاشتباكات بين قوات الحكومة الانتقالية والاتحاد الأفريقي من جهة وحركة الشباب من جهة أخرى، بعدما علقت أعداد كبيرة من العائلات بين نيران الجانبين.
في غضون ذلك سقطت منطقة رأس كمبوني الإستراتيجية قرب الحدود الكينية في قبضة قوات كينية صومالية صباح اليوم، في حين يخيّم هدوء حذر على جبهة قوقاني بولاية جوبا، إثر مواجهات دامية وقعت بين قوات صومالية تساندها قوات كينية، وبين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين بداية الأسبوع الحالي.
ونقل مراسل الجزيرة نت في كيسمايو عبد الرحمن سهل يوسف عن شهود عيان تأكيدهم سقوط مدينة رأس كمبوني – وهي معقل لحركة شباب المجاهدين- تحت سيطرة قوات كينية وصومالية.
وأشار شاهد العيان إلى انسحاب مقاتلي حركة الشباب باتجاه بلدة بورجابو الصومالية الواقعة على ساحل المحيط الهندي، وتبعد 60 كلم شمال مدينة رأس كمبوني.
وعيد الشباب
ويأتي هذه التطور بعد ساعات من توعد حركة الشباب المجاهدين في الصومال بتوجيه ضربة موجعة للقوات الكينية "التي اعتدت على الأراضي الصومالية".
ونقل مراسل الجزيرة نت في مقديشو قاسم أحمد سهل عن المتحدث العسكري لحركة الشباب المجاهدين الشيخ عبد العزيز أبو مصعب قوله في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في الضاحية الجنوبية من العاصمة مقديشو إن مقاتلي الحركة سيلقنون القوات الكينية التي وصفها بأنها ضعيفة عسكريا "درسا لن تنساه".
ويأتي هذا التطور بعدما توصلت الحكومة الصومالية والكينية الثلاثاء إلى اتفاق يقضي بتعاونهما سياسيا وعسكريا في محاربة حركة الشباب باعتبارها عدوا مشتركا ومحاربة كل النشاطات المتعلقة بما يسمى بالإرهاب والقرصنة والاختطاف وتبادل المعلومات حول الجرائم العابرة للحدود وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود بين البلدين.
تعزيزات كينية
وفي سياق متصل لا تزال القوات الكينية والصومالية ترابط في مدينة قوقاني حيث أوقفت زحفها نحو مدينة أفمدو لهطول أمطار غزيرة، وربما انتظار تقدم وحدات عسكرية من الجيش الكيني في جبهات أخرى وفق مراقبين صوماليين.
وقد وصلت قوات كينية جديدة إلى مدينة قوقاني أمس الأربعاء لتعزيز قوات التحالف التي يقال إنها قد تتحرك في أية لحظة نحو مدينة أفمدو وسط استمرار التهديدات الصادرة من القيادات العسكرية الصومالية، والكينية.
وفي سياق متصل عبرت قوات كينية مدينة عيلواق الصومالية بولاية جدو وفق ما أفاده شهود عيان للجزيرة نت، حيث تحركت باتجاه منطقة بوسار التي تقع على بعد 45 كلم، ويوجد بها مقاتلون من حركة الشباب المجاهدين.
وقد عززت حركة الشباب المجاهدين دفاعاتها حول مدينة أفمدو، بينما يصل مئات المقاتلين التابعين للحركة إلى مدينة كيسمايو الساحلية عاصمة ولاية جوبا السفلى.
وفي نيروبي أعلن الرئيس الكيني مواي كيباكي الخميس في أول خطاب له منذ بدء تدخل الجيش الكيني في جنوب الصومال لملاحقة حركة الشباب، أن بلاده ستدافع عن وحدة وسلامة أراضيها "بكل الوسائل".
وقال كيباكي في خطابه بيوم الأبطال في كينيا "سندافع عن وحدة وسلامة أراضينا بكل الوسائل اللازمة لضمان السلام والاستقرار".