20111020
الجزيرة
تعيش مختلف أحياء العاصمة الليبية طرابلس أجواء احتفالية عارمة بدأت منذ عدة ساعات مع تواتر أولى أنباء مقتل العقيد الليبي معمر القذافي.
وفي قلب العاصمة يتقاطر الليبيون فرادى وجماعات إلى ساحة الشهداء (الساحة الخضراء سابقا) وهم يكبرون، فيما يسمع دوي إطلاق النار في الهواء من الأسلحة الخفيفة والمدفعيات متوسطة الحجم إلى درجة يخيل لزائر المدينة أن الأمر يتعلق بتفجير قنابل أو بقصف صاروخي.
وفي ساحة الشهداء احتشد المحتفلون وهم يرفعون علم الاستقلال ويرددون شعارات تشيد بأداء الثوار وتترحم على أرواح الشهداء، ويقول بعض تلك الشعارات "دم الشهداء الصافي يطلع من عين القذافي" و"دم الشهداء ما يمشي هباء".
ومن إحدى النقاط في الطابق العاشر من إحدى البنايات في وسط العاصمة يسمع تزمير السيارات من مختلف الجهات، والتكبيرات ودوي إطلاق الرصاص وهو مشهد بات مألوفا في العاصمة وفي باقي المدن الأخرى بمجرد ورود أي أنباء سارة، فما بالك بنبأ الأنباء: إسدال الستار على عهد القذافي.
مظاهر متنوعة
وبمجرد إذاعة أولى الأنباء حول مقتل القذافي، بدأت المرافق العمومية في مقر مجلس طرابلس المحلي (البلدية) تتوقف تدريجيا وبدأ الناس في التوجه إلى ساحة الشهداء للاحتفاء بنهاية القذافي وتبادل التهاني.
وكانت السيارات تُقل ركابا يفوق عددهم بكثير قدرتها وتتوجه للساحة وقد ركب البعض فوقها، والكل يحمل علم الاستقلال ويردد الأغاني ويكبر تعبيرا عن الفرحة العارمة.
وإلى جانب احتفالات الناس العاديين كانت احتفالات الثوار أكثر إثارة للانتباه، حيث كانوا يتحركون بأعداد كثيفة على متن سيارات من مختلف الأنواع والأحجام، وهم يلوحون بالبنادق ويكبرون ويرددون شعارات تتغني بالثورة والثوار وتشيد بمقتل القذافي.
ومن المظاهرات الاحتفالية الأخرى، رصدت الجزيرة نت داخل الساحة شبابا يرقصون على إيقاع الموسيقى المنبعثة من داخل السيارات وهم يلوحون بالعلم الجديد، فيما بادر آخرون وخاصة من النساء إلى توزيع الورود على المحتفلين.
ولإبقاء المحتفلين في الساحة ومحيطها وضعت شاشة كبيرة في الحديقة العامة لتتواصل الاحتفالات على إيقاع الأنباء المتواترة من مدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي ومكان مقتله.
وفي ضواحي العاصمة، خرج السكان في الأحياء الأخرى مثل سوق الجمعة وتاجوراء احتفالا بالخلاص من معمر القذافي الذي حكم البلاد طيلة أكثر من أربعة عقود.