20111021
الجزيرة
احتفلت ليبيا بمقتل العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، الذي لقي مصرعه يوم أمس الخميس بمدينة سرت عقب أسابيع من اختفائه، وهو نبأ حظي باهتمام دولي واسع، في حين ينتظر أن يعلن رئيس المجلس الانتقالي عن "تحرير ليبيا"، في وقت لاحق.
وقتل أيضا في سرت التي تمكن الثوار من السيطرة عليها بالكامل يوم أمس عقب معارك شرسة، عدد من رموز نظام القذافي، من بينهم نجله المعتصم بالله ووزير دفاعه أبو بكر يونس جابر، وأعلن عن اعتقال آخرين من بينهم الناطق الرسمي للحكومة الليبية السابقة موسى إبرهيم، في حين يبقى مصير سيف الإسلام القذافي مجهولا بعد معلومات عن مطاردته وهو يفر من سرت.
ويكتنف الغموض ظروف مقتل القذافي، فقد أظهرت صور بثتها الجزيرة العقيد الليبي عند اعتقاله مصابا، ولكنه كان على قيد الحياة، وهو ما يؤكد المعلومات التي تحدثت عن مقتل العقيد عقب اعتقاله من دون تفاصيل عن ظروف مقتله.
من جهته أكد رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل في مؤتمر صحفي عقده أمس بطرابلس أن الخبراء الليبيين في المشرحة سيقدمون التفاصيل الكاملة حول مقتل القذافي.
تبادل النار
وقد صرح مسؤول بالمجلس الانتقالي بأن القذافي قتل في تبادل لإطلاق النار بين أنصاره والثوار بعد اعتقاله، مشيرا إلى أنه لم تصدر أوامر بقتل القذافي ولم يقتل عمدا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه الخميس إن مقاتلات فرنسية "اعترضت" مجموعة السيارات التي كان القذافي موجودا فيها قبل أن تندلع مواجهات برية بين الليبيين أدت إلى مقتل العقيد الفار.
وأكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بيان له الخميس أن طائرات للحلف قصفت آليات لقوات موالية للقذافي في حوالى الساعة الثامنة والنصف صباح الخميس بالتوقيت المحلي في ضواحي سرت. ولم يوضح الحلف ما إذا كان القذافي موجودا في هذه القافلة من السيارات.
وإثر الإعلان عن مقتله عمت الاحتفالات العاصمة طرابلس، وعبر سكان في سرت وبنغازي عن ابتهاجهم، حيث أطلقت السيارات أبواقها وأطلق الرصاص في الهواء وعانق الناس بعضهم بعضا، في حين يترقب الليبيون إعلان رئيس المجلس الانتقالي إتمام مهمة "تحرير ليبيا".
وقال محمود جبريل إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل "سيعلن تحرير البلاد" من حكم معمر القذافي في وقت لاحق الخميس أو اليوم الجمعة، لكن معلومات لاحقة أشارت إلى أن الإعلان سيتم غدا السبت.
نجلا القذافي
ولقي المعتصم بالله نجل القذافي حتفه الخميس، وبث تلفزيون تابع للحكومة الجديدة في ليبيا مساء أمس صورة مقربة تظهر المعتصم يرقد ميتا داخل مستشفى على ما يبدو.
وكان رأس المعتصم مائلا وشعره الطويل يتدلى على المحفة كما كان جسده عاريا حتى الخصر ولم يقل التلفزيون أين التقطت هذه الصورة.
وقال مسؤول عسكري بالمجلس الانتقالي إن المعتصم قتل أثناء محاولته قتال محتجزيه من جنود المجلس.
في المقابل قال التلفزيون الليبي إن سيف الإسلام القذافي قتل أيضا، وأوضح أن جثتي النجلين نقلتا إلى مستشفى في مصراتة كانت قد استقبلت في وقت سابق جثة الزعيم المخلوع.
ولم يتسن التأكد من مقتل سيف الإسلام من مصادر أخرى، وذلك بعد أن أكد محمود جبريل في وقت سابق اليوم أن قافلة سيف الإسلام تعرضت لهجوم أثناء محاولة فراره من سرت وأن مقاتلي المجلس يطوقونه.
وفي وقت سابق قال المسؤول بالمجلس الانتقالي عبد المجيد مليقطة إن وزير الدفاع في نظام القذافي، أبو بكر يونس جابر قتل في سرت، وذكر أن أحمد إبراهيم وهو قريب ومستشار للقذافي اعتقل، ومعه موسى إبراهيم المتحدث باسم الحكومة السابقة.
وتوالت ردود الفعل الدولية عقب الإعلان عن مقتل القذافي، فقد أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما وزعماء آخرون في الغرب أن مقتل الزعيم الليبي الفار يشكل "نهاية فصل طويل ومؤلم" لليبيين، ودعوا السلطات الليبية الجديدة إلى بناء بلد "ديمقراطي" و"متسامح".
في السياق دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشيونال" إلى فتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة القذافي، وحثت المجلس الوطني الانتقالي على وضع نهاية لـ" ثقافة سوء المعاملة".
ودعت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في بيان صدر من لندن اليوم المجلس الانتقالي إلى نشر الحقائق الخاصة بوفاة القذافي بعد إجراء "تحقيق مستقل وموضوعي"، وإعلان النتائج للشعب الليبي.