20111021
الجزيرة
أعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل مستندا إلى أدلة للطب الشرعي أن العقيد معمر القذافي مات بسبب إصابته برصاصة في الرأس أثناء تبادل لإطلاق النار بين الثوار ومؤيدين له بعد اعتقاله.
وقال جبريل في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس مساء الخميس وهو يقرأ من بيان، إن القذافي أخذ من أنبوب للصرف الصحي ولم يظهر أي مقاومة، وحين بدأ نقله أصيب برصاصة في ذراعه اليمني وحين وضع في شاحنة لم تكن به أي جروح أخرى.
وأضاف أنه حين كانت السيارة تتحرك وقعت في تبادل نيران بين الثوار وقوات القذافي أصيب خلاله برصاصة في الرأس، وأوضح أن طبيب التشريح لم يمكنه تحديد هل جاءت الرصاصة من الثوار أم من قوات القذافي.
وأوضح أن القذافي كان حيا حين أخذ من سرت، لكنه مات قبل دقائق قليلة من وصوله للمستشفى.
من جهتها نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي قولهم إن القذافي قتل حين اندلعت معركة بالأسلحة النارية بين مؤيديه والثوار، وإنه لم تصدر أوامر بقتله.
اللحظات الأخيرة
وكانت الجزيرة عرضت صورا أظهرت اللحظات الأخيرة للعقيد الليبي قبل مقتله في مدينة سرت الخميس.
وظهر القذافي في الصور عقب إلقاء القبض عليه من قبل الثوار وهو مصاب، ولكنه كان على قيد الحياة، وهو ما يؤكد المعلومات التي تحدثت عن مقتل العقيد عقب اعتقاله من دون تفاصيل عن ظروف مقتله.
وأظهرت الصور التي بثتها الجزيرة نقلا عن التلفزيون الليبي القذافي وهو يتعرض للدفع والضرب بيد مجموعة من الثوار، وبدا أنه يقاومهم في مرحلة ما، وكانت الدماء تغطي وجهه وجرى جذبه إلى سيارة بينما ضرب على رأسه بمسدس.
وكان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة قد أكد أن القذافي (69 عاما) أسره الثوار بعد أن جرح في القتال بسرت قبل أن يفارق الحياة، من دون أن يقدم تفاصيل عن ظروف مقتله.
وروى كل من محمد العوا وإبراهيم محمد المحجوب -وهما من أفراد الكتيبة التي اعتقلت القذافي- ظروف العملية، وأكدوا للجزيرة أنهم توصلوا إلى مكانه عقب إطلاق نار من قبل مرافقين للعقيد، وبعد الاشتباك صعد القذافي الذي كان مختبئا في حفرة مجاورة حاملا مسدسا، وهو يتساءل "شنو فيه؟" (ماذا هناك؟).
وأوضح محجوب أن سيارة إسعاف نقلت العقيد إلى مصراتة، مشيرا إلى أنه شاهد العقيد وهو مغمى عليه قبل أن يفارق الحياة.
تفاصيل أخرى
من جانبه أكد القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في مدينة سرت محمد ليث أن القذافي كان مسلحا وقتل أثناء محاولته الفرار.
وقال ليث لوكالة الصحافة الفرنسية إن القذافي "كان داخل سيارة جيب كرايزلر أطلق عليها الثوار النار فخرج منها وحاول الفرار، وهو هارب دخل في حفرة محاولا الاختباء. فأطلق عليه الثوار النار، فخرج وهو يحمل في يده كلاشينكوف وفي اليد الأخرى مسدسا، تلفت يمينا ويسارا وهو يتساءل عما يحصل، وأطلقوا عليه النار فأصيب في الكتف وفي الرجل وقتل على الأثر".
وأضاف أن القذافي "كان جسمه هزيلا جدا، وواضح أنه كان مريضا فلم يتحمل الإصابة". وأكد أنه كان يرتدي بذلة بنية اللون وعلى رأسه عمامة.
ونفى ليث أن يكون القذافي قتل في قصف لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على سرت، مؤكدا أن "ثوار مصراتة قتلوه".
من جهته قال مسؤول في الناتو إن طائرة أميركية بلا طيار شاركت في هجمات في ليبيا الخميس لكن لم يتضح هل النيران الأميركية أم الفرنسية هي التي أصابت قافلة القذافي.
وقال المسؤول "شاركت طائرة أميركية بدون طيار من طراز بريديتور في المهمة، لكني لا أستطيع القول بيقين إنها شاركت في الضربة التي أصابت المركبات" في قافلة يعتقد أنها كانت تقل القذافي بالقرب من سرت.
وقال حلف الأطلسي إن طائراته الحربية أطلقت النار على قافلة بالقرب من سرت في نحو الساعة الثامنة والنصف صباح الخميس (6.30 بتوقيت غرينتش) فأصابت مركبتين عسكريتين في المجموعة، لكنه لم يمكنه تأكيد إن كان القذافي أحد الركاب.
وقالت فرنسا في وقت لاحق إن طائراتها أوقفت تقدم القافلة، وأكد مسؤول الحلف أنه لم يتضح أي الطائرات أصابت وأي المركبات أصيبت وهل أصيب القذافي بجراح في الضربات أم لا.