أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن الخميس أن الحلف سوف ينهي قريبا مهمته في ليبيا، "لأن حكم الخوف الذي كان يمارسه معمر القذافي قد انتهى".
وقال راسموسن في بيان "سوف ننهي مهمتنا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا". وأضاف "مع ورود تقرير عن سقوط مدينتي بني وليد وسرت، فإن هذه اللحظة اقتربت كثيرا".
ولقى القذافي حتفه الخميس في مسقط رأسه مدينة سرت، التي كانت مخبأه الأخير، على أيدي قوات الثوار.
وناشد راسموسن قيادة المجلس الوطني الانتقالي منع عمليات الانتقام ضد المدنيين وأن "تتحلى بضبط النفس في التعامل مع القوات الموالية للقذافي المهزومة". ودعا الليبيين إلى "تنحية خلافاتهم جانبا والعمل سويا لبناء مستقبل أكثر إشراقا".
وقال "الناتو وشركاؤنا طبقوا بنجاح التفويض التاريخي للأمم المتحدة لحماية شعب ليبيا".
من جهتهم قال دبلوماسيون في الناتو إن من المقرر أن يعقد سفراء الدول الأعضاء في الحلف اجتماعا استثنائيا اليوم الجمعة لمناقشة إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا.
مواقف دولية
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إنه لا ينبغي التسرع في الانسحاب ورفض تحديد موعد لإنهاء المهمة.
وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) "نرغب في أن نتأكد من أنه ليست هناك أي جيوب أخرى لمؤيدي القذافي".
وأضاف "سوف نرحل فقط عندما نتأكد من أنه ليس هناك مزيد من التهديد للسكان المدنيين أو عندما يطالبنا المجلس الوطني الانتقالي بالرحيل".
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الأمر سوف يكون متروكا للناتو للإعلان عن انتهاء المهمة. ولكنه أضاف "أعتقد أن من الواضح أن مهمة الناتو تقترب من نهايتها".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد مساء الخميس نهاية مشاركة القوات الأميركية التابعة لحلف شمال الأطلسي في مهمة ليبيا قريبا، دون أن يشير إلى موعد محدد. وفي كندا قال مسؤول حكومي كبير إن المهمة العسكرية للقوات الكندية في ليبيا ستنتهي خلال أسبوعين.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن عملية الحلف الأطلسي في ليبيا ستنتهي ما إن يعلن المجلس الوطني الانتقالي تحرير الأراضي الليبية بالكامل.
وصرح دبلوماسيون من الناتو بأن سفراء الأطلسي سيعقدون اجتماعا استثنائيا غدا الجمعة لمناقشة إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا.
وجرت الدعوة لعقد الاجتماع في بروكسل بعد إعلان نبأ مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.
وكان الناتو -الذي يعمل بموجب تفويض من الأمم المتحدة-تدخل في ليبيا في 31 مارس/آذار الماضي لمنع الهجمات ضد المدنيين.
ومهدت غارات الناتو الجوية ضد القوات الموالية للقذافي إضافة إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وحصار بحري الطريق لتقدم قوات الثوار بقيادة زعماء المجلس الانتقالي وانتصارهم النهائي.