20111021
الجزيرة
زغردت النساء، وكبر الرجال، بينما رقص الشباب على إيقاع الأهازيج الشعبية أمام السفارة الليبية في تونس تعبيرا عن فرحتهم الجامحة بمقتل العقيد الليبي معمر القذافي الذي حكم البلاد لـ42 عاما.
الأعلام الليبية الجديدة انتشرت في المكان بعد أن تحولت سفارة طرابلس إلى قبلة لكل الليبيين في العاصمة تونس الذين قدموا رفقة أفراد أسرهم ليتشارك الجميع في أجواء حماسية فريدة فرحة الانتصار.
"بعد موسوليني، وهتلر، هناك معمر القذافي" تقول مريم محمد وهي مهندسة ليبية تواجدت رفقة طفلتها الصغيرة بالمكان احتفالا بالحدث، لتضيف "لقد انتهت للتو مرحلة سيئة من تاريخ ليبيا، أنا سعيدة جدا، وأتمنى لبلادي أن تدخل حقبة جديدة"، مؤكدة تفاؤلها الكبير "بالثوار الشباب".
نصر للعرب
أمام السفارة الليبية أيضا وقف عبد الله كربوب رفقة زوجته ليقتسم مع أبناء الوطن بهجتهم، وقال "نحمد الله ونشهد الله أنها مرحلة تاريخية انتظرناها منذ 42 عاما، إنه نصر ليس للشعب الليبي فقط وإنما للأمة العربية جمعاء، والعقبى إن شاء الله لليمن وسوريا".
وفي سؤال للجزيرة نت عن المصير الذي لقيه القذافي، أجاب كربوب المنحدر من مدينة بنغازي بأن "قتل القذافي بهذه الطريقة أفضل من محاكمته، لأن المحاكمة لن تشفي غليل الشعب الليبي".
وعن رؤيته لمستقبل ليبيا ما بعد العقيد، قال إنه يأمل أن يرى بلاده "دولة صناعية وعلمية وزراعية… سننطلق بإذن الله نحو الأمام بعد أن قتل الطاغية".
وبينما كانت الشعارات من قبيل "ليبيا حرة والقذافي برة" تملأ المكان، وتزداد قوة مع توافد أعداد أخرى من الليبيين، وصف المواطن الليبي صلاح عبود اللحظة بـ"التاريخية"، وقال "لقد حكمنا طاغية.. أنا عمري 38 سنة، وقد كان حكمه متعبا لنا، والشيء الأهم الآن هو أن الغمة زالت".
رسالة
وقبل أن يكمل كلامه، توجه صلاح عبود الذي قدم لتونس بغرض العلاج برسالة إلى حكام ليبيا الجدد وطالبهم بالمسارعة "بوضع دستور للبلاد، وتوفير الحرية للشعب".
بدورها قالت هند محمد من بنغازي إنها تعجز عن وصف ما يختلج بصدرها من فرحة عارمة، واكتفت بالقول "الحمد لله أن تخلصنا من القذافي، إن الله يمهل ولا يهمل".
وفي وصف بعض مظاهر "الحكم الديكتاتوري" إبان سنوات فترة العقيد، قال طه بلعيد الشاب الليبي الذي كان يرتدي قميصا عليه ألوان ليبيا الحرة "إن الشعب عانى الظلم والقهر والاستبداد والخوف، فقد كان الكلام في السياسة ممنوعا، والفساد في الإدارة منتشرا ومقدرات البلاد توزع على الغرباء".
مع ذلك، رأى بلعيد أنه كان من الأولى اعتقال القذافي ومحاسبته على الدماء التي سفكها في ليببا، مؤكدا أن الأهم الآن هو القضاء على جيوب الكتائب وما تبقى من رموز النظام.
أحد المراقبين للمشهد من بعيد كان مكي الدامجة وهو ليبي مقيم مؤقتا في تونس، وصف الحدث بأنه "انتصار جديد للثوار"، وأضاف "آمل أن تدخل البلاد مرحلة جديدة، إننا نثق في المجلس الوطني الانتقالي"، متمنيا أن تتم "محاكمه أبنائه ومن تبقى من رموز نظامه ليأخذ كل واحد القصاص الذي يستحقه".
وقد بقيت مظاهر الفرحة العارمة طاغية في تونس العاصمة طوال مساء الخميس، حيث جاب ليبيون بسياراتهم عددا من شوارع المدينة حاملين معهم أعلام الاستقلال.